-A +A
عابد هاشم
لا أبالغ إن قلت بأن صفة «مسخ» هي أقل بكثير من واقع الحال المرير، والصادم جدا الذي أضحى عليه فريق الاتحاد، عميد الأندية الرياضية السعودية، فريق نادي الوطن وخير من شرف كرة القدم السعودية على مستوى الأندية في المحافل الكروية الخارجية بطلا وبطولات.

صدق أو لا تصدق بأن يخترل كل ذلك في هذا الفريق الممسوخ، فمنذ أول ظهور وسقوط له في هذا الموسم الرياضي ومصافحة جماهيره بفقد أولى البطولات كأس السوبر في لندن أمام فريق الهلال 2/‏1، مرورا بما انصرم من جولات الدوري التي حافظ هذا الفريق «الممسوخ» ببركة أجانبه المستقطبين «بمنتهى العناية والاحترافية». نعم حافظ هذا الفريق في جل تلك الجولات على تجريع جماهيره التي لا يستحقها كؤوس الذل والقهر والأسى، المترعة بمرارات الهزائم وإفلاس المستوى، حتى استطاع هذا الفريق «المتعوب عليه» بهذه المحصلة من النتائج المخيبة، أن يمنح هذا النادي المكلوم وجماهيره المغلوبة على أمرها رقما قياسيا لم يسجل في تاريخ هذا النادي، حيث ضمن هذا الفريق بفضل «أجانبه المحنطين» المنافسة مبكرا على فقد لقب الدوري، ليس هذا فحسب، بل سيتطوع هذا «الفريق المقلب» بتسخير فترة بقائه في الدوري لخدمة من شاء من الفرق المتنافسة بما شاء من الأهداف التي يعزز بها رصيده.


وحتى يعزز هذا الفريق «اللقطة» من جعل هذا الموسم استثنائيا وغير مسبوق في تاريخ نادي الاتحاد، رأى محترفو الفريق الأجانب الذين تم استقطابهم بكل حرص واهتمام، أن تمكنهم من فقد بطولتين فقط في بضعة أسابيع لا يتواكب مع مستوى «ظهورهم»، ولا مع ذلك الجهد الذي بذله مسيرو النادي في الإسراع بـ«الظفر» بالتعاقد معهم، فعقدوا العزم على مضاعفة «التخاذل والتوهان»، وبدون أدنى عناء استطاعوا أيضا مغادرة بطولة كأس زايد للأندية الأبطال، البطولة العربية، مبكرا من الدور 32 للبطولة.

لا والله لم يشهد نادي الاتحاد طوال تاريخه ولا في أوج ما مر على النادي من كوارث وأزمات عاصفة ومدمرة، فريقا على هذا النحو من الخواء والإفلاس والبؤس وما خلفه ولا زال من صدمات موجعة في قلوب عشاق هذا النادي الوطني العملاق، الذين كانوا يمنون أنفسهم بمرحلة نوعية تعيد عميد أندية الوطن إلى أوج مجده السابق، ليعود كسابق عهده إلى التشرف في الإسهام برفعة رياضة الوطن عامة وكرة القدم السعودية خصوصا، ولم يكن تحقيق تلك الأمنية عصيا على رئيس النادي ومسيريه، لو أن تلك النعم السامية والدعم الاستثنائي الذي حظي به النادي وظف حقا في استقطاب مدروس ومتأن ومبني على الخبرة والاختصاص لا على التسرع وإسناد هذه المهمة لمن لم يفكر بكل أسف في مصير هذا النادي وفريقه وجماهيره الوفية، لتأتي المحصلة بهذا النحو الأكثر وبالا وإضرارا وإحباطا، ومثل هذه العواقب الجسيمة التي أدمت قلوب الاتحاديين وأضرت بسمعة الفريق وسيرة إنجازاته، هيهات تعويضها أو التقليل من شأنها، والله من وراء القصد.

تأمل:

(يا من شرى له من حلاله «علل»)