-A +A
حمود أبو طالب
أيام عاصفة إعلامياً، فقد كانت المملكة خلال الأسبوع الماضي مالئة الدنيا وشاغلة العالم بما يتداوله الإعلام عنها، وكثيره سلبي مدفوع الثمن، ثم جاء الرئيس دونالد ترمب ليختم الأسبوع بتصريحاته الخالية من الدبلوماسية والكياسة والحصافة، وبعد تصريحاته خاض من خاض وترقب من ترقب وشمت وشتم الذين تمتلئ قلوبهم بالحقد على المملكة، ولكن جاء الشخص المناسب في الوقت المناسب ليقول ما قال، ويجعل عيون العالم تنصرف عن كل حدث لتقرأ كل كلمة قالها.

حديث الأمير محمد بن سلمان لوكالة بلومبيرغ لم يكن حديثاً إعلامياً عابراً، بل رؤية عابرة للزمن تؤطر كل ما تفعله وتخطط له المملكة، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا وفكريا ومؤسساتيا. الحديث عبارة عن حضور لدولة كبيرة تعتد بنفسها دون غرور، وتعرف إمكاناتها وتاريخها وقدراتها وشعبها وقيادتها، واستعدادها للرهان على النجاح لأن لها كرامة وسيادة.


ما من جانب يتساءل عنه العالم بشأن المملكة إلا وغطاه الأمير محمد بحصافة ولباقة وشفافية ودهاء سياسي. دهاء السياسيين الكبار وليس مكر السياسيين الصغار الذين أفقدوا أوطانهم حتى معنى الوطن. الثقة والاعتداد والاطمئنان الموجودة في حديثه تستند إلى معطيات موضوعية كثيرة، من أهمها الثقة في التخطيط والأمانة مع الواقع والشجاعة في التصدي للتحديات، ليس بعنتريات كلامية وإنما بالعمل المتقن.

عظيم جداً أن تنتمي لوطن يعتز بكرامته ويحافظ عليها ولا يسمح لأحد بالتطاول عليها. عظيم أن تكون في وطنك دولة تعرف كيف تتحدث لترفع رأسك وتجعلك تنام وتصحو مطمئنا على عزة وطنك وحاضره ومستقبله.

* كاتب سعودي

habutalib@hotmail.com