-A +A
عيسى الحليان
تشير المصادر العالمية إلى أن البرمجيات سوف تقضي على معظم الصناعات التقليدية خلال السنوات الخمس القادمة، وأن الحواسيب الكبرى سوف يكون لها اليد الطولى في تقديم الخدمات التجارية والصناعية وغيرها، كما أن منافسي الشركات التقليدية الكبرى في العالم مثل «ديلمر بنز» و«فورد» لم تعد «تويوتا» أو «جنرال موتورز» وإنما «جوجل» و«أبل» و«أمازون» وغيرها، والدليل أن شركة «أوبر» ليست سوى برنامج حاسوبي، فهي لا تمتلك سيارة أجرة واحدة لكنها تعتبر اليوم أكبر شركة تأجير في العالم، متفوقة بذلك على بدجت وإيفيس وغيرها. «بوكينج دوت كوم» هي الأخرى والتي لم يتجاوز عمرها ١٥ عاما لا تمتلك غرفة فندقية واحدة لكنها تفوق في عدد الغرف التي تحت سيطرتها شركات الفنادق الكبرى مثل ماريوت وهيلتون وشيراتون وغيرها، والتي يتجاوز عمرها 70 سنة، ورغم ذلك فهي لا تساوي قيمة «بوكينج دوت كوم» التي تربح 25%، بينما لا يتجاوز ربح صاحب الفندق 7 - 10% فقط.

بوكينج كوم وأمازون دوت كوم وأوبر وغيرها تمتلك المعلوماتية وشبكة التواصل والبرنامج الحاسوبي وبالتالي أصبح الزبون في قبضتها، ولذلك فإن مبيعات شركة أمازون وشركة «أي بي» السنوية تفوق 50 مولا في بريطانيا، خلاف أن زوارهم على الموقع يتجاوزون 5 أضعاف زوار هذه المولات.


شركة الأفلام العالمية «كوداك» وشركة «نوكيا» وغيرهم خرجوا من السوق لأنهم أخفقوا في قراءته وتفسير تطوراته، وهذا ما سوف يتكرر مع شركات أخرى في مجالات عدة على مستوى العالم خلال السنوات القادمة، ومن بينها شركات السيارات التي قد يتعرض بعضها للإفلاس بعد ظهور سيارات «تيسلا» واستخدام الحواسيب في طلب سيارتك من خلال القيادة الذاتية.

الثورة البرمجية الجديدة لا تشبه ما سبقها لأنها تدمج بين العوالم الثلاثة المادية والرقمية والبيولوجية وبطريقة تحتوي على فرص جديدة وهائلة، لكنها تنطوي على أخطار أكبر في الوقت نفسه.