-A +A
إبراهيم إسماعيل كتبي
في دائرة أوسع تكاملا للعمل المؤسسي الخيري، تقدم مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية (مسك) نموذجا للشمولية والتخصص معا في البذل الذي تسمو به الدول والمؤسسات والأفراد، وتجسيد تفاصيل جميلة للبناء المجتمعي، فإضافة إلى فضائل التراحم والتكافل التي يحث عليها ديننا الإسلامي الحنيف، لتعين على أعباء وكروب الحياة، وما أكثرها في عالمنا الواسع، تقدم (مسك) مفهوما رائعا لهذه المبادئ الفضلى من خلال مأسسة العمل الخيري بشكل أوسع تجاه المجتمع وإذكاء روح المواطنة والتقدم، حيث تستهدف الإسهام في تعزيز قدراته بمبادرات فعالة ودعم ركائزه الهامة المتمثلة في استثمار رأس المال البشري، خاصة الشباب وهم ثروة الوطن وعماده الحقيقي.

هذا ما تركز عليه مؤسسة (مسك) ليس فقط داخل المملكة إنما على المستوى العالمي، وفي هذه الأعمال الجليلة تنهل من روح الأهداف والمقاصد الإنسانية المضيئة للمملكة على مدى تاريخها، وفي حاضرها خاصة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي بات شريانا متعاظما في ترجمة الرسالة الإنسانية لمملكة الخير إلى العالم، ليس بمفهوم الإغاثة التقليدي إنما الدعم الإنساني المتكامل لشعوب كثيرة لتمكينها من تجاوز معاناتها ومنح متعبيها ترياق الحياة بكل الحب والبذل المنزه. وتلك أسمى الغايات وأنبلها في عالم تتوحش فيه صراعات قوى كبرى، وأطماع دول إقليمية ذات أجندات كارثية كما هو الحال من إيران وأذرعتها الخبيثة وربيبتها قطر التي أنفقت المليارات في هذا الاتجاه الخبيث.


عودة على بدء حيث جهود مؤسسة مسك، والمقاصد المضيئة التي أكد عليها مؤسسها ورئيسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، فخلال أعوام قليلة لا تتجاوز السبعة، بلغت برامج المؤسسة آفاقا مثمرة، وبصمات حقيقية من خلال مبادرات بناءة للعمل التنموي الوطني، وهو ما أكد عليه سمو رئيس مجلس الإدارة بقوله «سنسعى من خلال مؤسسة مسك الخيرية إلى الأخذ بيد المبادرات والتشجيع على الإبداع، بما يضمن استدامتها ونموها للمساهمة في بناء العقل البشري، وتحرص القيادة الرشيدة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على الاستثمار في رأس المال البشري، ودعم وتوفير البيئة المناسبة له لينمو ويساهم في تمكين هذه البلاد الغالية من التقدم والتطور، واتخاذ الموقع المناسب لها الذي تستحقه».

من الجميل حقا أن تهتم (مسك) بمجالات رئيسة ثلاثة هي (التعليم والإعلام والثقافة) يقينا منها بأن هذه المحاور تشكل العمود الفقري لتطور أي مجتمع وازدهاره، وتشهد تحديثا وتغيراً مستمراً في الأدوات والوسائل، ما يجعل مواكبة الجديد في هذه المجالات أمراً في غاية الأهمية، ومن هنا تأتي مبادراتها لبناء جسور تبادل المعرفة وصناعة الابتكار بتطوير الطاقات الشبابية في بلادنا في مجالات: التعليم، القيادة والتخطيط، التنمية البشرية، التنمية المستدامة، العلاقات العامة، الإعلام، تقنية المعلومات والتطبيقات الإلكترونية، الابتكار والمخترعات، صناعة العلامات التجارية الشخصية، الطاقة، الترفيه، الاستكشاف، أنظمة التوظيف، تطوير الشركات، الآداب والفنون، الرياضة.

أيضا عولمية جهود ومبادرات المؤسسة والتي ترسخ التفاعل الهادف في مجالات وقطاعات حيوية تواكب المتغيرات المتسارعة والتقدم الهائل، ويتجلى ذلك في ريادتها كأول شريك إستراتيجي لدعم أعمال الأمم المتحدة المتعلقة بالشباب حول العالم، وشراكات مع جامعات مرموقة وشركات تقنية عالمية، وتنظيم منتديات مسك العالمية لبحث مواجهة تحديات ومتغيرات العصر، بإعداد الأجيال على ثقافات حضارية كأساس للتعايش والتطور للبشر على امتداد أمهم الأرض.

* كاتب سعودي