-A +A
خالد السليمان
بعد تلبية دعوة لزيارة معرض كنوز الصين المقام في إحدى قاعات المتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز الوطني في الرياض، دعوت نفسي لجولة في القاعات الدائمة والرئيسية للمتحف الوطني، وهي قاعات ترصد تطور الكون والحياة وتعاقب الحضارات في الجزيرة العربية!

ما أذهلني هو المستوى الرفيع لتقسيم القاعات وتصميمها وتجهيزاتها لتكون للزائر رحلة حقيقية عبر الزمن زادها المعرفة والثقافة، ولأنني زرت الكثير من المتاحف العالمية فإنني أستطيع أن أضع متحفنا الوطني بمصاف أفضلها، فالمكان فاخر جدا وجميع الأجزاء تم تصميمها لتمنح قطع الآثار المعروضة خلفية تاريخية تأخذ الزائر إلى بعد زمني أقرب إلى الواقع!


أهم انطباع خرجت به هو التنوع الحضاري لبلادنا، حيث وجدت آثارا لحضارات متعاقبة، وتسلسلا يرصد إرث الإنسان وبصماته عبر التاريخ على المكان والزمان، وبينما بدأت رحلتي برفقة الأخ عادل قاضي عبر الزمن بملامسة قطعة ضخمة من نيزك سقط في الربع الخالي ليكون حفرة بمساحة ملعب كرة قدم، فإن قدمي سارتا عبر أقسام وممرات صممت بعناية لمنح الزائر كل ما يحتاجه للقيام برحلته المعرفية، وقد علمت لاحقا من الأخ العزيز ماجد الشدي مساعد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن المتحف موعود بقفزة نحو المزيد من التميز مع تشكيل مجلس للأمناء يمنحه الاستقلالية واعتماد خطة لتطويره وإنشاء قاعات إضافية، مع تحديث وإضافة المزيد من الوسائل التقنية المتقدمة لتعريف الزائر بمحتويات المتحف!

الشيء الذي أحزنني هو أن القاعات كانت شبه خالية رغم رحابة الموقع وتوفر المواقف الخاصة بالزوار، ورمزية رسم الدخول، بينما المتاحف في الدول الأخرى تعج بالزائرين!

لقد خرجت من بوابة المتحف وأنا عازم على العودة إليه بصحبة أسرتي، فمثل هذا المعلم الحضاري يسهم في تكوين ثقافة ومعرفة أطفالي ورفع مستوى وعيهم بحضارة الإنسان!