-A +A
خالد السليمان
نشأت في الكويت ودرست فيها جميع مراحل التعليم العام إبان عمل والدي ملحقا ثقافيا فيها لمدة ٢٠ عاما، أفهم المجتمع الكويتي جيدا، وأعرف تركيبته الاجتماعية والسياسية والثقافية، وأدرك أثر التحولات العميقة التي سببها الغزو العراقي للكويت!

كانت الكويت ومازالت تشكل حالة مختلفة في حراكها الاجتماعي والسياسي والثقافي على المستوى العربي، وعمل الكويتيون طيلة عقود على تحقيق تمايز اصطدم دائما بواقع الجغرافيا والتاريخ، وبقي تحت وطأة القلق المستمر من المحيط الذي تملأه الأحجام الكبيرة المتصارعة على النفوذ!


شكل الاحتلال العراقي للكويت صدمة عظيمة، ونقطة تحول كبيرة في الحياة الكويتية، وأعاد تعريف عوامل البقاء، وتحديد ملامح المستقبل وكيفية مواجهة تحدياته بواقعية، لذلك يرصد من عايشوا الكويت قبل وبعد حالة الغزو العراقي، تقوقعا شديدا على الذات حتمته صدمة احتلال الجار، والحاجة لاستيعاب واقع الحال، بينما كان الموقف السعودي من العدوان العراقي الذي قاد في النهاية لتحريرالكويت بمثابة إعادة تعريف لما تمثله السعودية للكويت من أمن إستراتيجي وحصن دفاعي عماده روابط قائمة على نسيج طبيعي من المشتركات الاجتماعية والثقافية والتاريخية، والمصالح المتوافقة سياسيا واقتصاديا!.

في زيارته التي وجدت اهتماما كبيرا لدى جميع الأوساط الكويتية، يعزز سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -الذي تحظى رؤيته بإعجاب شديد في الكويت- أهمية العلاقات السعودية الكويتية في مواجهة أحداث المنطقة المضطربة، ويؤكد أن انسجام المواقف ووحدة السياسات تجاه التهديدات الإيرانية والتنظيمات الإرهابية عامل أساس في متانة الحصن الذي يحمي دول الخليج، حتى مع «الثلمة» القطرية التي يجب أن يتم سدها دون استخفاف بخطر السياسات العابثة التي تمس أمن المنطقة!.