الجبير يلقي كلمة المملكة في الأمم المتحدة. (واس)
الجبير يلقي كلمة المملكة في الأمم المتحدة. (واس)
-A +A
«عكاظ» (نيويورك) okaz_online@

* قطر تدعم الإرهاب.. مقاطعتها خيار لا مفر منه

* ردع إيران ضروري لاستقرار الشرق الأوسط


* «سلام جدة» يجسد دور المملكة لتعزيز الأمن الدولي

* 13 مليار دولار الدعم السعودي لليمن خلال 4 سنوات

* فلسطين القضية المحورية الأولى للمملكة والعالم الإسلامي

أكدت المملكة العربية السعودية أنها تقف على إرثٍ عظيم من المبادئ والثوابت التي ترتكز عليها سياستها الخارجية، وعلى رأسها الاتجاه الدائم نحو الحلول السلمية للنزاعات، ومنع تفاقمها، واعتماد جهود الوساطة التي تشاركها سمو الهدف وسلامة المقصد.

وأكد وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير في كلمة المملكة العربية السعودية التي ألقاها أمس (السبت) أمام المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين في مدينة نيويورك، «إن النظام الدولي قائم منذ قرون على مبدأ احترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والالتزام بالأعراف والقوانين الدولية أمر بالغ الأهمية ولا يقبل جدالا أو نقاشا، فالسيادة خط ٌ أحمر لا مساس به، وترفض بلادي أي تدخل في شؤونها الداخلية أو فرض أي إملاءات عليها من أي دولة كانت».

وقال الجبير: لعل في اتفاق السلام الذي أبرم بمدينة جدة أخيراً برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بين دولتي إثيوبيا وإريتريا، والذي أنهى أطول نزاعٍ شهدته القارة الأفريقية. وكذلك رعايته للاجتماع التاريخي بين قادة دولتي إريتريا وجيبوتي بعد قطيعة استمرت (10) سنوات، خيرُ دليلٍ على الدور السياسي المسؤول الذي تجسده بلادي لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

القضية الفلسطينية

وأضاف أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت هي القضية المحورية والجوهرية لبلادي وللعالم الإسلامي، مُنطلقة في ذلك من إيمانها بالحق الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ومن هنا نجدد دعوتنا إلى تكثيف الجهود المخلصة لإنهاء أطول صراع تشهده المنطقة.

ميليشيات الحوثي

وعن اليمن قال: تواصل ميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع والمنشأ تجاه المدن السعودية، حيث بلغ عددها (199) صاروخاً، إضافة إلى أنشطتها المزعزعة لأمن وسلامة الملاحة البحرية في منطقة باب المندب والبحر الأحمر.

إن بلادي تجدد التزامها تجاه أهمية الحل السياسي للوضع في اليمن، على أساس المرجعيات الثلاث: (المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن 2216).

كما أننا مستمرون في تقديم وتسهيل كافة الأعمال الإنسانية لتخفيف المأساة التي يعيشها الشعب اليمني الشقيق، فضلا عن حرصنا الكامل على دعم الاقتصاد اليمني، وكان آخره وديعة بمقدار ملياري دولار، أمر بها خادم الحرمين الشريفين للبنك المركزي اليمني، ليصل إجمالي الدعم الإنساني الذي قدمته المملكة خلال الأربع سنوات الماضية لليمن أكثر من (13) مليار دولار.

محاربة الإرهاب

وشدد الجبير أن الإرهاب والتطرف من أهم التحديات التي تواجه العالم بأسره، حيث لم تسلم المنطقة من تفشي التنظيمات الإرهابية، وجدد الدعوة في هذا الإطار إلى تكثيف التعاون الدولي للقضاء على كافة أشكال الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، ومعاقبة من يدعمه ويغذي أنشطته بأي طريقة كانت، لافتا إلى أن جهود المملكة في هذا الشأن واضحة للجميع، حيث أنشأت مؤسسات تُعنى بمحاربة التطرف والإرهاب، وهي: المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي يشمل أكثر من (40) دولة، ومركز الأمم المتحدة الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي تبرعت بلادي له بمبلغ (110) ملايين دولار. وأضاف: «في ظل جهودنا الحازمة والمستمرة لمكافحة الإرهاب، قامت السعودية ومعها الإمارات والبحرين ومصر، بمقاطعة قطر، فلا يمكن لدولة تدعم الإرهاب وتحتضن المتطرفين، وتنشر خطاب الكراهية عبر إعلامها، ولم تلتزم بتعهداتها التي وقعت عليها في اتفاق الرياض عام 2013، واتفاق الرياض التكميلي عام 2014، أن تستمر في نهجها. قطر تمادت في ممارساتها، وهو ما جعل من مقاطعتها خيارا لا مفر منه».

ردع إيران

وعن إيران قال إنها تواصل أنشطتها الإرهابية وسلوكها العدواني، وتعرب المملكة عن دعمها للاستراتيجية الأمريكية الجديدة للتعامل مع إيران، بما في ذلك الجدية في التعامل مع برنامجها النووي، وبرنامج الصواريخ الباليستية، ودعمها للإرهاب، مشيرا إلى إن المملكة تؤمن أن تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، يتطلبُ ردع إيران عن سياساتها التوسعية والتخريبية. لقد قامت إيران بتشكيل الميليشيات الإرهابية المسلحة، وتزويدها بالصواريخ الباليستية، واغتيال الدبلوماسيين، والاعتداء على البعثات الدبلوماسية، فضلاً عن إثارة الفتن الطائفية، وتدخلها في شؤون دول المنطقة. إن هذا السلوك العدواني يشكل انتهاكاً صارخاً لكافة المواثيق والمعاهدات الدولية، وقرارات مجلس الأمن، الأمر الذي جعل إيران تحت طائلة العقوبات الدولية.

الأزمة الليبية

وأشار الجبير إلى أن المملكة تقف داعمة للشرعية في ليبيا، ولأهمية التمسك باتفاق الصخيرات، لحل الأزمة الليبية، وتدعو إلى الحفاظ على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها. كما تؤكد دعمها لجهود الأمم المتحدة ومبعوثها غسان سلامة.