عبدالسلام المسيان
عبدالسلام المسيان
-A +A
عبدالسلام المسيان aalmosaian@
البحث عن المنكسرين والمحزونين والمحبطين لا يحتاج كثيراً من الجهد، ستجدهم دون أن ينالك أي عناء لكثرتهم وللأسف.

ولو بحثت عن أصل تعاستهم وتتبعت جذور همومهم، ومصادر كآبتهم لاكتشفت الحقيقة المرة أنهم هم أنفسهم سبب ما هم عليه من تعب وألم وحزن وانكسار.


الأقدار تجري على الجميع دون استثناء بحلوها ومرها.

والأحزان والإحباط والفشل جزء من المقادير لا بد أن تطال الكل.

هناك من يسقط ويظل مستلقياً على الأرض.

وهناك من يمرض ويبقى طريح الفراش من غير أن يتداوى.

وهناك من يفشل ويُحجم عن المحاولة.

وهناك من يقع في مصيبة لا يتحرك لدفعها أو التخفيف من وطأتها أو التكيف معها إن لم يكن ثمة حلول لإصلاح ما يمكن إصلاحه.

نحن لا نعيش في الجنة لانزال في الدنيا المليئة بالصعوبات والمنغصات والخيبات.

تأمل في الجمل وانظر إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها على كافة الأصعدة.

يعيش في درجة حرارة مرتفعة جداً، مع ندرة توفر الماء وكثبان الرمل تحده من كل جانب وحتى الأعشاب التي يقتات عليها مليئة بالشوك.

ولكن الله سبحانه هيأ له من الأعضاء وأودع فيه من السِمات

ما يُعينه على الحياة رغم طبيعة بيئته القاسية.

كذلك الإنسان منذُ أن يبصر الدنيا والتحديات تلاحقه والصعوبات تواجهه والعقبات تلازمه.

وفي المقابل منحه الباري كل ما يحتاجه، من مؤهلات وميزات ليتغلب ويتجاوز كل ما يعيقه عن التقدم وأن يحيا بأفضل صورة يجب أن يحياها.

فإذا سقطت قُم، وإذا مرضت ابذل الأسباب كي تُشفى.

وإذا فشلت حاول حتى يكتب لك النجاح، وإذا حلت بك مصيبة افزع إلى خالقك بالدعاء وحث نفسك على العمل للخروج منها.

كن أنت من يتولى شؤون حياتك وامسك بزمام الأمور ولا تعول على من حولك مهما كانت منزلتهم، هم كالعكاز يسندُك لكنه لا يجعلك تستوي قائماً.