-A +A
خالد السليمان
نفس قضية تسعير تذاكر قطار الشمال تتكرر مع قطار الحرمين، فالأسعار المعلنة قد تكون فعلا بنفس مستوى أسعار تذاكر قطارات أوروبا، لكن طبيعة التنقل الأسري في مجتمعنا تجعلها مكلفة وغير ذات جدوى اقتصادية للعديد من الأسر السعودية الكبيرة العدد !

فسيكون أقل تكلفة لأي أسرة مكونة من شخصين وأكثر أن تستأجر سيارة للتنقل بين مكة وجدة أو المدينة وتستخدمها طوال اليوم من اقتطاع تذاكر قطار يتطلب الوصول لمحطة مغادرته استخدام سيارة أجرة، وكذلك في محطة وصوله، فمحطات قطاراتنا لا تقع في قلب المدينة، إذ ترتبط بشبكات النقل العام كما هو حاصل في مدن أوروبا، بل هي في أطرافها، وبالتالي سيجد المسافر نفسه في النهاية قد دفع ضعف أجرة تذكرة القطار لمجرد الوصول إلى محطاته والتنقل منها وإليها إلى وجهاته داخل المدينة !


فعلى سبيل المثال سيكلفني شخصيا انتقال أسرتي (٧ أشخاص) من مطار الملك عبدالعزيز إلى مكة المكرمة ٤٢٠ ريالا بدرجة الضيافة، وهو ضعف تكلفة سيارة أجرة تنقلني إلى باب مقر سكني مباشرة أو سيارة مستأجرة تبقى تحت تصرفي طوال اليوم !

برأيي أن الهدف الأهم من مشروع القطار ليس تحقيق الربح التشغيلي بقدر توفير وسيلة تنقل سريعة وآمنة ومريحة تحقق هدفا إستراتيجيا في الربط بين الحرمين الشريفين، ومثل هذه المشاريع والأهداف تسمو في بداياتها على الأهداف الربحية الخالصة، لذلك ربما كان من المفيد ابتكار باقات أسعار مخفضة تخص الأسر لخفض التكلفة الإجمالية على رب الأسرة، ومنح كبار السن والمتقاعدين والطلاب خصومات خاصة !.