-A +A
حمود أبو طالب
تم افتتاح الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تمثل أهم أجهزتها وتتم خلال كل دورة مناقشة المواضيع المتعلقة بالسلم والأمن الدولي وتنمية مجالات التعاون المختلفة بين دول العالم واتخاذ التوصيات بشأنها، وتشارك فيها كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وكل عام تترقب الشعوب المبتلاة بالمشاكل مثل هذا الاجتماع الأممي العام، وينتظر البسطاء ما ستتمخض عنه من أفكار وتوصيات وقرارات يعتقدون أنها ستخفف من مآسيهم.

الحقيقة التي يؤكدها واقع هذا الاجتماع أنه تجمع بروتوكولي أنيق، كل ممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يتقاطرون على نيويورك التي تكون أفخم فنادقها محجوزة لممثلي الشعوب الذين يحرصون قبل مجيئهم التأكيد على أغلى المصممين لحياكة البدل التي سيظهرون بها، والترتيب مع القنوات التي سيتحدثون فيها، وبالتأكيد يسبق ذلك مطبخ إعلامي حاشد لصياغة ما سيقوله ممثلوا الشعوب أمام العالم، كلمات منمقة تلامس مشاعر الغارقين في همومهم لكنها لا تنتشلهم من قاع التعب.


منذ اختراع الأمم المتحدة والعالم من سيئ إلى أسوأ، تعالوا إلى عالمنا العربي ودعونا نتحدث في حدوده لنسأل ما الذي فعلته الأمم المتحدة في اليمن وسورية وليبيا والعراق وغيرها من ساحات الجحيم. إنها تسوّف الحلول وتتراخى في تنفيذ قراراتها التي أعلنتها على العالم وتتواطأ بشكل سافر مع الذين يهددون السلام ويتاجرون بمآسي الشعوب. وعلى سبيل المثال فقط، إذا كانت السفن الإيرانية التي تحمل علم الأمم المتحدة تم اكتشاف أنها تزود ميليشيا الحوثيين بالأسلحة، فماذا ننتظر من منظمة حالها أصبح عارياً أمام العالم.

يا شعوب العالم، القرار للأقوى فقط، وهذا المبنى المهيب الفخم في نيويورك مجرد قسم ملحق بإدارات الدول التي تملك القوة، ستسمعون إسرافاً في الكلام، لكن سيبقى الحال على ما هو عليه تمهيداً إلى ما هو أسوأ.