-A +A
منى المالكي
سؤال سألته نفسي عندما أردت العودة للكتابة في معقلي الأثير جريدة «عكاظ»: ما جدوى الكتابة في صحيفة ورقية يبشر البعض بانقراضها، بل ويتباهى البعض بعدد متابعيه في عالم التواصل الاجتماعي المتلاطم الذين يفوقون عدد من يقرأ تلك الجريدة، ويعتبر أن ما يكتبه يصل ويحدث الضجة التي تعجز عنها الصحف الورقية في عالم الإعلام التقليدي مجتمعة؟!

للأسف هذا الكلام يحمل الكثير من الحقيقة، ولكنها حقيقة ناقصة! دعونا نأخذ أي قضية أثارت الجدل والأخذ والرد في تويتر منصة السعوديين الأقرب إلى نفوسهم ومزاجهم الكتابي، تجد أنك تسير في غابة من الأسماء المستعارة وعالم من الأهواء المتقلبة والأمزجة المختلفة، عالم لا تستطيع أن تخرج منه إلا بمزيد من القلق وكثير من الارتباك، بعكس الصحف الورقية التي إن ناقشت قضية تلتزم الموضوعية والوضوح، وهذا الطريق الصحيح للوصول إلى نتيجة وحل بعكس مواقع التواصل الاجتماعي التي لا هدف لها سوى الإثارة والإعلانات والدعايات لحلب هذا المتلقي المسكين طلباً لمزيد من المال والمال فقط!


هاشتاقات لا تبقي ولا تذر تصل إلى ترند وهي للتفاهة أقرب، حسابات محمية بالعلامة الزرقاء، تلك العلامة صعبة المنال! تدخل إلى تلك الصفحات لتخرج منها وأنت تردد «على أيش»! وإن كانت إدارة تويتر في الفترة الأخيرة أزالت اللثام عن أصحابها الذين يدفعون مقابل زيادة عدد متابعين وهميين، وهذه إشارة إلى طغيان رغبة الشعبوي في الحضور والتمكين!

لم يكن ليحدث هذا لو كانت الصحف التقليدية تعمل باحترافية هذه الوسائل الجديدة، على الأقل تدخل في منافسة مع هذا العالم الجديد، ولكنها للأسف اكتفت بالمشاهدة فقط!

الصحف الورقية تمتلك الخبرة التي لم تطوعها وتستثمرها في ثورة السوشال ميديا! أعلم جيداً أن المنافسة صعبة وقد تبدو مستحيلة، ولكن يبقى شرف المحاولة وساماً لمن يعلق الجرس.

* كاتبة سعودية