image1
image1
-A +A
تركي سعد الحربي turki@turki4.com
مرت 88 عاماً على توحيد الوطن الغالي، ومن ذاك اليوم في أول الميزان 1351 من الهجرة النبوية، الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر عام 1932م، وحتى يومنا هذا فإنه خلال هذه السنين كُتبت حكاية وطن وكفاح شعبه للوصول إلى قمة الحضارة الإنسانية، والتقدم والسمو في شتى المجالات العلمية والعملية.

عيدك اليوم يا وطني ليس أغنية وطنية نغنيها، ولا رقصة شعبية نؤديها، بل عيدك هو فرحة عموم الشعب السعودي الكريم.. عيدك يا وطني يتمثل في ضحكة طفل، وفرحة رجل، وابتسامة كهل!


أجدادنا عاشوا على هذه الأرض الطيبة وصبروا على صعوبة العيش فيها، بسبب ندرة المياه مع قلة هطول الأمطار في أرض جزيرة العرب، ومع ذلك أبى الأجداد أن يتركوها مهاجرين؛ لأنَّهم يعتزّون بأرض أجدادِهم مَوطِن بعثة رسولِهم - عليه الصَّلاة والسَّلام - إلى أن برزَ منهم المؤسِّس في فكرة توحيد مدن وقرى وقبائل الجزيرة العربية تحت راية واحدة وهي راية التوحيد، وبايعَه الجميع من الحضَر والبوادي، قولا وفعلا، وسالت دماؤهم في سبيل تأسيس الوطن وتوحيده.

إنَّ تاريخنا مجيد، سواء القريبُ منه أو البعيد؛ لذلك نفخرُ ونفتخِر فيه، ونشعُر بالمسؤولية تجاهه وتجاه هذا الوطن العظيم، الذي نفديه بالغالي والنَّفيس، وندافع عنه بكل ما نملِكُ من جهدٍ، وإلى آخر نفَسٍ بالحياة، والآن في عهد «سلمان الحزم»، و«محمد العزم» قررنا أن نصل إلى رؤيتنا من خلال التحول الوطني في 2020، الذي يوضِّح رؤية السعودية في 2030، هدف وطموح كل مواطن في هذا البلد العظيم.

أكثر من يعرف ويعي قيمة الوطن الغالي هو من فقد وطنه! أما من عاش بلا وطن أو من خان وطنه بأي شكل وبأي طريقة كانت! فإنه يعيش على هامش الحياة في أدنى مستوى يعيش عليه البشر، فاقداً للعز والكرامة، وفاقداً لأغلى مكتسبات الحياة وهي الوحدة بوطن واحد، تحت قيادة ملك واحد، وشعب عربي واحد، يعبدون ربا واحدا جل في علاه. ومن أجمل معاني الحب هو حب الوطن، ويتجلى هذا الحب الجميل في يوم عيد الوطن المجيد، عند كل مواطن شريف، يتطلع لمستقبل جيل الغد، وينعم في حاضر المجد، ويفخر في ذكرى ماضي الجد. يحاول كل فنان أمسك بريشة أن يرسم أجمل لوحة يعبر فيها عن حب وطنه، وكذلك الشعراء يحاولون نظم القوافي وتطويع الحروف للتعبير عن حب الوطن، وأيضاً يحاول كل صاحب صوت شجي أن يشدو في حب وطنه، وكذا محاولات من كل أديب ومثقف أمسك بالقلم يريد تهذيب وتجميل الكلمات، لأجل أن يكتب عن حب الوطن، وذلك لما تعي قلوبهم وتعرف عقولهم بأن الوطن هو أثمن مكتسبات الحياة.