سامي جريدي متحدثا في أولى ملتقيات الدراسات البصرية بأمسية «الفن السعودي المعاصر». (عكاظ)
سامي جريدي متحدثا في أولى ملتقيات الدراسات البصرية بأمسية «الفن السعودي المعاصر». (عكاظ)




سامي جريدي
سامي جريدي
-A +A
صالح شبرق (جدة) okaz_online@
دشن فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة، أول ملتقيات الدراسات البصرية بأمسية «الفن السعودي المعاصر» للدكتور سامي جريدي، الذي أكد على تعدد مفاهيم وتعاريف الفن المعاصر عند نقاد الفن وفلاسفته وعلماء الجمالية، إذ أخرج ذلك شيئا مختصرا وجامعا وهو الفن المرتبط بزمانيته الحالية؛ أي هو الفن الذي نعيشه الآن متوافقاً مع الأنماط الفكرية والجمالية الجديدة، ومنسجماً مع رؤى الحياة الحديثة، ولغتها المتسارعة في التطور.

وتطرق إلى وصف وصفته الكاتبة مي غصوب التي قالت: «ما بعد الحداثة أشد انجذابا إلى العبث» رابطة بين السخرية ومفهوم ما بعد الحداثة في التفسير اللغوي، إذ أوضح جريدي إلى أن السخرية والفوضى والعبث أصبحت من سمات الفن المعاصر، الذي اتضح في وجود المفاهيمية كخطاب بصري له سلطته على المشهد التشكيلي.


وأكد أن من خصائص العمل المفاهيمي المرتبط بالهوية المعاصرة تتضح بعدة مفاهيم المصابة بداء الحياة مثل: الفوضى، جماليات القبح، حيز الفراغ، العدمية، العكوسية، الإلغاء، العبث، سوء التناسق، الضد، الإحساس بالضياع، التشظي، هيمنة الآلة، والتفتيت، وهذا ليس دليل قاطع على أنها سمات دائمة للفن المفاهيمي بقدر ما تمثله من معايير نستطيع أن نعثر عليها في بعض الأعمال المتمردة على سياسة الأشكال الفنية، كما تهتم المفاهيمية بالصناعات والمنتجات والتطور التقني وبالتكنولوجيا الحديثة، التي هي رافد فني من مدارس فنية أخرى كالدادا والمستقبلية التي هو وليدة للثورة الصناعية في أوروبا، فالآلة قتلت الإنسان وجعلته يعاني البطالة وسلبته حقوقه كإنسان فاعل في هذه الحياة، وظهرت في منتصف التسعينيات بعض المساهمات التجريبية والمواقف الفنية الجديدة التي لم يتقبلها متلقو الفن في السعودية مباشرة حتى أخذت وقتاً طويلاً لتتبلور في أذهانهم، خصوصا تلك المفاهيم المرتبطة بفنون الحداثة وما بعدها والمفاهيمية، وتضمنت هذه المساهمات التجريبية أفكارا فنية تقترب من التشويش والعبث والفوضى والغرابة في التركيب والألوان والأشكال.