-A +A
مها الشهري
تزداد في كل عام مظاهر الفرح والاحتفال بمناسبة اليوم الوطني، وأصبحت تكرس كمفهوم من خلال ظهورها في العديد من الأماكن، كما أن الانفتاح الثقافي قد أعطى دوره في إيجاد الحاجة للتطلع والبحث عن هذا المفهوم، كأحد الحلول الملائمة لطموح المجتمع المدني، إضافة إلى ما حملت من العوامل والأحداث التي أعطت تأثيرا واضحا انعكس في محاولات حثيثة لرفع الوعي الاجتماعي نحو تعزيز هذا المفهوم، والمهم في كل الأحوال أن نقيس مدى انعكاس القيمة المعرفية في الوعي الاجتماعي والممارسة السلوكية للتعامل مع هذه المناسبة لدى المواطن.

تشكل المشاعر الوطنية أهم المعطيات، وحين تكون المشاعر متوافرة فلا بد من أن تظهر على الاستجابات العاطفية التي تفسرها طبيعة الانتماء والهوية، بينما هي تعطي رابطا وثيقا بين مفهوم الوطنية والمواطنة في الحس الفردي والاجتماعي، بمعنى أن الحب والمشاعر تجاه الوطن يجب أن ترتبط بمدى فاعلية الفرد والجماعة في وطنهم حين يولد لديهم اتجاه الحاجة إلى التفاعل من أجله، ثم تأتي المواطنة كنتيجة للإحساس بالهوية والانتماء الناتج عن التمتع بالحقوق، وهذا يفرض الالتزامات الأخلاقية والواجبات تجاه الوطن، والشعور بأهمية الدور في الشأن العام والمسؤولية تجاهه.


من الممكن أن نلاحظ بعض الممارسات غير المرغوبة في هذه المناسبة، وهي بطبيعة الحال ناتجة عن اللامسؤولية من قبل بعض الأفراد وخاصة في فئة الشباب، وإن كانت لا تعبر عن الوجه المشرق للمظاهر العامة، إلا أن النجاح في تبني طبيعة الفرد من خلال حبه لإثبات دوره الاجتماعي وتحقيق ذاته على المستوى الشخصي الأمر الذي يندرج تحت جملة من الحاجات الأساسية والثانوية تتمثل في مدى التصاق الحقوق الإنسانية بمفهوم المواطنة.