-A +A
حمود أبو طالب
هل نفهم أن بعض الدول العربية أصبحت تحتفي بالقتلة وتكرمهم بدلا من جرهم إلى ساحة العدالة وتنفيذ أحكام القانون بحقهم، وهل نفهم أن هذه الدول تؤكد بممارساتها أن واقعها الحالي لا تديره دولة مركزية وطنية ذات سيادة وسلطة ودستور وقوانين وأنظمة، وإنما ميليشيات تفاخر بجرائمها وعبثها وسخريتها من الشعب والعدالة.

في تاريخنا الحديث كانت إيران أول دولة تحتفل بالقتلة وتكرمهم عندما أطلقت اسم خالد الإسلامبولي على أحد شوارع طهران، وهو من شارك في اغتيال الرئيس المصري أنور السادات، كانت إيران تتشفى من السادات بعد مقتله بشكل لا أخلاقي، لأنه استقبل شاه إيران بعد الثورة الخمينية البائسة. وبما أن لبنان أصبح تحت وصاية حزب الله الذي تديره إيران فقد انتقلت أخلاقها المقيتة إلى أحد الشوارع اللبنانية، عندما تمت تسميته باسم قاتل الرئيس رفيق الحريري تزامنا مع إحياء المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتياله. هكذا تم الأمر وبتحدٍ سافر لكل القيم والأخلاق، وطبعاً ليس خلف هذه المهزلة سوى حزب الله المدان باغتيال الحريري.


الدولة اللبنانية الهشة في أسوأ أوضاعها السياسية، نعرف ذلك ولكن يبدو أنها في أسوأ أحوالها الأخلاقية أيضاً لو مررت هذه الفضيحة لحزب الله ولم تقم بتصحيحها، وبما أن إيران تتحكم في مفاصل لبنان عن طريق حزب الله فإنه إذا لم يكن هناك موقف رسمي حازم فلا غرابة أن تحمل كثير من شوارع لبنان أسماء قتلة ميليشيا حزب الله، أي قتلة إيران الذين يعيثون فساداً في بعض الساحات العربية.