-A +A
عبده خال
أحيانا تتمنى الصراخ بكل ما في داخلك من كبت أو حنق، ولأن الأماكن ضيقة وسوف تنبه الآخرين بصراخك، حتى إذا اجتمعوا حولك سائلين عما أصابك، فحتما سوف تلقى جزاك من الصفع أو الشتم، لأن سبب صراخك لم يرق إلى إزعاجك لهم، حتى وإن كان في داخلك مبرر لمعاودة الصراخ مرة أخرى، لذلك نفسي أن أصرخ وأملأ الأماكن والآذان الصماء عما يعتريني من حنق وتذمر، أما السبب فسوف أشرحه لكم، ومن لمن يصرخ بعد معرفة السبب (لا يكلمني ولا أكلمه).. اتفقنا.

هل تتصورون أن مدينة تدخلنا إلى أسماع وأبصار العالم كموقع أثري يسبق الآثار العالمية بزمن طويل؟


لو قيل لك إن لديك أثرا سابقا لآثار الفراعنة أو البابليين أو الأشوريين أو السبئيين، فماذا ستقول؟

ولو قلت لك إن مدينة سعودية تحمل آثارا أثرية عمرها 100 ألف سنة.. أعيد الجملة، ويا ويلك لو لم تصح بكل مقدرتك الصوتية.. تم اكتشاف مواقع أثرية عمرها 100 ألف سنة..

لنسمع صراخ الفرح!

بالأمس كشفت بعثة سعودية فرنسية مشتركة للتنقيب الأثري ضمن البعثات السعودية الدولية التي تشرف عليها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، كشفت عن مواقع تاريخية تعود إلى 100 ألف سنة، وذلك في عدد من الجبال في محافظة الخرج.

وفي نفس المحافظة (عين الضالع) تم اكتشاف آثار سكنى بشرية تعود إلى 5 آلاف سنة.. كتبت فقط المدد ولم أذكر ما عثر عليه ماديا..

لنوقف الصراخ الآن، فإذا كان ما تم الإعلان عنه من وجود آثار تعود إلى 100 ألف سنة، فهذا خبر قصرنا جدا في إبرازه، إذ كان من المفترض أن تنهض الدولة بجميع وسائلها الإعلامية في زف الخبر هذا للعالم، ودعوة مراسلي المعمورة لأن يصوروا هذه المواقع، إذ إنها تفجر عمق التاريخ كاملا..

أشعر بالأسف إذ ينشر خبر كهذا (على الناشف)، ويحق لنا مخاطبة الجهات الإعلامية بهيئة السياحة والتراث الوطني بالمثل القائل «ما هكذا يا سعد تورد الإبل».