-A +A
إدريس الدريس
تشهد ساحتنا الرياضية والكروية على وجه أخص حراكاً رياضياً لافتاً على النحو الذي زاد من حجم المتابعة الرياضية جماهيرياً مع زيادة في المتابعة تعدت المملكة إلى المحيط الخليجي والعربي، لكن الملاحظ مع بداية هذا الموسم أن الصخب قد زادت وتيرته إعلامياً، وأن السخونة قد زادت متماهية مع الطقس الحار، وأن اللغة الحوارية قد تفاقمت وتدنت في ألفاظها ومفرداتها، وأن الجماهير قد انشطرت منقسمة بين مؤيد ومتفاعل مع ما يحدث، فيما رأى آخرون أن الجرعة قد زادت حتى خرجت عن السياق والعرف الاجتماعي وأخلت بالنص الأخلاقي، واللافت أن الإثارة خرجت من الملعب إلى خارج الملعب، وأن الكرة قد تمت دحرجتها بين رؤساء الأندية فتولى كل رئيس تسديدها في وجه الآخر!.

والسؤال الذي يطفو على السطح الآن هل ما يحدث من ضجيج وتنابز خارج الملعب يتم بشكل عفوي؟ أم أنه مندرج عمداً ضمن خطة تسخين الدوري ورفع حجم المتابعة وإشغال الجماهير بالانحياز والتصفيق لهذا الرئيس أو الشتم للآخر؟ فإن كان الهدف هو رفع وتيرة المتابعة فإن هناك أساليب أخرى أرقى وأكثر جدوى، هذا مع ملاحظة أن لدينا دون ذلك شغفاً جماهيرياً عريضاً بالمنافسات الكروية بما لا يقتضي المزيد، فلقد كانت التغييرات التي زادت عدد اللاعبين الأجانب إلى ثمانية كافية، ثم ما تلاها من استقطاب النجوم البارزين ممن برزوا في كأس العالم الأخيرة كافية، هذا إلى جانب زيادة رقعة البرامج الرياضية التي يقتعد ضيوفها مجالس الكلام يحللون ويشرحون ويزيدون وينقصون ويعرضون ويقترحون ويمدحون ويشتمون، حتى إذا رأيتهم في هذا البرنامج أو ذاك تتمعر وجوههم فتنبسط وتنقبض لتمنيت أن هذا الجهد والهدر الكلامي قد مضى فيما ينفع ويفيد، لكنه في الواقع كلام انطباعي يصدر في الوقت الضائع مما لا حاجة له، وجله مضرة ومهزأة.


والخلاصة في نظري أن تستمر المنافسات الكروية عندنا بروحها الرياضية السامية، وأن تبقى اللغة في أوساطها بالمفردات التي يتم تبهيرها لكن ضمن الحدود المتسامحة والممازحة اللطيفة، وأن يتخلى مسؤولو الكرة عن اللعب خارج الملعب، وأن يعيدوا الكرة إلى مكانها الصحيح الذي تلعب فيه.

* كاتب سعودي