-A +A
عبدالفتاح أبو مدين
• أرجو ألّا يقال عن عنوان هذا المقال ونحوه أنه أداء مفلس، والذكرى ليست إفلاساً ولكنها تنفع المؤمنين كما يقرأ في الكتاب العزيز، وفي هذا الحديث ما هو متجدد من عندي ومن عند غيري ! في قراءة مضى عليها

وقت غير بعيد، ذلك أني قرأت للرجل ويعد رائداً من رواد المحاماة في بلادنا وكاتبا ملتزما في شؤون الإصلاح والمعرفة، رجل بارز وصديق وفيٌّ محب، وهو من كبار المشتغلين بالمحاماة الأستاذ البارز الطموح محمد سعيد العامودي ! قرأت له في إحدى أسبوعياته في زاويته بإحدى صحفنا حديثاً من الأحاديث التي تؤديها لخدمة وطن عزيز وغال! وفي هذه الزاوية الأربعاوية، بتاريخ 25/‏ 8/‏ 1437هـ، قال كاتبنا الوفي: مع فجر كل يوم جديد تنزل إلى شوارع مدننا سيارات جديدة ! وقال: «إن كل سيارة جديدة هي رقم يضاف إلى مجموع العدد الذي كان يجري بالأمس في أي مدينة.. لزحام الشوارع بالسيارات يأخذ من وقت الناس، ومن ساعات العمل، ويؤثر على عملية التنمية، ويبعث الملل في الناس، ويسهم في انهيار الأخلاق» ! كلام متقن وحقيق!


• إن حديث كاتبنا المجيد ماتع مركز ! ذاك إنه من المبدعين ومحام ناجح وبارز زاده الله من فضله.. وإني مشارك للأخ العزيز، ولا أذهب بعيداً إذا قلت إنني أحب وطني وقد طفقت منذ عقود طوال حتى إني يوم كان لي صحيفة اسمها «الرائد»، كان لي عنوان أسبوعي ثابت أسميته «القطار السريع»! كان حلماً وأملاً، ولا أذهب بعيداً إذا قلت لصاحبي العزيز: «نحب وطننا».. وكنت أرقب المستقبل الراقي كما طموح حكامنا، ذلك أن نحب وطننا بحق وإخلاص! وصحافة الأمس مضى عليها أكثر من 50 خريفاً!

• وما زلت أطمع وآمل أن هذه القارة المملكة العربية السعودية في حاجة إلى قاطرات كثر تمخر في سهول هذه القارة الغالية ليل نهار في أبعادها الأربعة: الشمالية والغربية والشرقية والجنوبية ! وقلت وأردد القول إن فوائد القطار السريع كثيرة، إلى جانب الوفر المالي الذي ينفق على السيارات بأشكالها وأنواعها كذلك الأمان ووفر الأوقات والراحة ! وضربت الأمثال المؤكدة أن الدول الكبرى التي تنتج السيارات: بريطانيا وإيطاليا وألمانيا واليابان، كل تلك الدول الكبار التي تصدر إلينا السيارات بأنواعها اعتمدت على القطار السريع الذي يمخر خلال الأربع والعشرين ساعة ! إنها وسيلة ماتعة

وآمنة وسريعة ليل نهار يجوب هذه القارة الشاسعة !

أجل فإن القطار وسيلتنا الأولى المجدية لا سيما بأمانها وسرعتها وتوفير المال الذاهب إلى منتجي السيارات التي تغص بها بلادنا خلال الأربع والعشرين ساعة !

* كاتب سعودي