-A +A
خالد السليمان
كنت طفلا عندما وقعت حادثة جهيمان، لم يعلق في ذهني منها سوى مشهد في نشرة الأخبار لمدرعة تسير جوار جدار الحرم ويتحدث شخص من داخلها بمكبر الصوت مناديا باسم حكومة جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز المتمترسين بقدسية الحرم للاستسلام، لاحقا طبع مشهد جهيمان مكبلا بالقيود بوجهه العابس المتجهم ورأسه الأشعث الأغبر في ذاكرتي صورة الكراهية والغلو والموت، ومازال يرمز لذلك حتى اليوم !

مات جهيمان ولحق به رهطه، لكن الكراهية لم تمت، فقد تجسدت في صور جديدة حاول قادة القاعدة و«داعش» تقديمها بوجوه رقيقة وثياب نظيفة، لكن النهاية لم تختلف، فما زال لسيف حكومة جلالة الملك الكلمة الأخيرة، ومازال المجتمع حصنا منيعا بفطرته الإيمانية وطبيعته البشرية، فقد هزمت الكراهية رغم تطور أسلحتها وزيادة جمهورها، فكل شيء مناف للفطرة السليمة والإيمان النقي يهزم ولو بعد حين !


انتهت المغامرة الجهيمانية إلى الفشل، كما انتهت المغامرة القاعدية والداعشية، ولم تنجح محاولات أسر هذا المجتمع في قيود الكراهية، واستمرت مسيرته نحو المستقبل تقوده حكومات جلالة الملك المتعاقبة، يتوارث المسؤولية ملوك ووزراء ومواطنون آمنوا بأن رسالة الإسلام هي الحياة وليس الموت، وأن المسلم يبني ولا يهدم، يحقن الدماء ولا يريقها، يحصن الأرواح ولا يزهقها !