-A +A
إبراهيم عقيلي
بت أكثر شوقا للتربع على عرش المراكز الإعلامية في الأندية، أو متحدثا، أو حتى صامتا، المهم أن أخوض التجربة ليوم واحد فقط، لأعرف السر في تغير الكثير من الزملاء الصحفيين عندما يودعون بلاط صاحبة الجلالة، ويتحولون من العمل الميداني والركض تحت أشعة الشمس من أجل الحصول على خبر، ويجلسون على مكتب وثير في أحد الأندية الكبرى، فكلهم وليس بعضهم ينسى من الوهلة الأولى أبجديات كنا سمعناها سوية ونحن على مقاعد «سنة أولى» صحافة، بأن المهني من يأخذ المعلومة من فم الأسد، وأن الصفحي الناجح الذي يصل إلى قمة الهرم متجاوزا عقبات المتحدثين الإعلاميين، وأن نقل هموم القراء والجماهير وتبنيها هي أساس المهنة.

لكن الذي نراه في الزملاء المهنيين المنتقلين إلى المراكز الإعلامية غير الذي كنا نسمع، وبقدرة قادر يتحول الواحد إلى عقبة تقف أمام زملائه الصحفيين، ويكون أكثر رفضا للنقد من رئيس النادي نفسه، لأنك تسمع جعجعة الزميل، والمسؤول صامت.


أقول ذلك وأنا أرى الزميلين العزيزين فواز الشريف وسالم الأحمدي في مركزين مهمين في الأهلي والاتحاد، أحدهما متحدثا رسميا، والآخر مديرا للمركز الإعلامي، وأعرف جيدا قدراتهما الصحفية وندرتهما المهنية، فهما كفاءتان صحفيتان كبيرتان، لكن الحالتين تثيران كثيرا من الدهشة والذهول لدينا هذه الأيام، خاصة ونحن نسمع عتبا مستمرا من نقد يطال نادييهما، حتى لو كان بناء.

الحالتان تثيران كثيرا من أسئلتنا، لماذا نحن الصحفيين الذين مارسنا النقد طولا وعرضا نضيق ذرعا من مادة لا تتجازو الـ 200 كلمة، روعي فيها كل معايير النشر، وقد تزيد نبرة الغضب حينما يتبنى الموضوع صوت المدرج، رغم أنك كنت ناقلا فقط لرأي جماهيري، ولم تزد عليه حرفا واحدا.

لا أنتقد زملائي وهم على منصة إعلامية في أنديتهم، ولكني أتساءل، لو كنا يوما في مكانهم هل سنرتدي عباءة الدفاع، وننسى أن القارئ أولا، وأن المعلومة التي امتلكها هي حق من حقوق قارئنا ولا تقع تحت أمر الأندية، أم سنحقق المعادلة ونمسك عصا الإعلام والمراكز الإعلامية من النصف، أم نتحيز للمكان الجديد.

كلها أسئلة.. حتما لا أملك إجاباتها، لكن ما استخلصناه من تجربة التعامل مع المراكز الإعلامية أن الزملاء الصحفيين أكثر تشددا لأنديتهم من آخرين جاءوا من أماكن أخرى غير الصحافة، فيبدو أننا تعلمنا من الصحافة أن نوجه النقد ولا نتقبله، حتى لو كان على شكل دعابة.

iageely@