-A +A
عبده خال
بالأمس كان أول يوم من أيام السنة الجديدة.. فكل عام وأنتم بخير !

بالأمس مضت 40 عاما على دخول جهيمان للحرم المكي، مبشرا بظهور المهدي المنتظر، ومنذ ذلك اليوم تم قلب المجتمع رأسا على عقب.. ولأننا في سيارة واحدة نهضنا وكسورنا مجبرة وجراحنا نازفة وحياتنا مقطوعة المنبت..


فدخلنا في أيام نحس، الكل سطا على حياتنا، ولم نعد كائنات صالحة لأن تعيش حياة طبيعية، بل تحولنا إلى «سمعية» لما يقال.. تحولنا إلى مجاميع من المنافقين، منافقين للحق ومنافقين للحياة.

ومنذ جهيمان عمد الكل على لعنه وتم القصاص منه، إلا أن أفكاره نبتت كعشب سام فاستشرت في المجتمع وأدخلتنا في نفق ضيق من حياة لا هواء نقيا بها.

تلك الصحوة دمرت كل شيء: الحياة بكل تفاصيلها، دمرت الاعتدال، طمست آثارنا، وغيرت في العادات والتقاليد، وعملت على الإرهاب داخل البلد، ودفعت أبناءنا إلى أرض معارك ليس لنا فيها ناقة ولا جمل.. وتم تحريم كل شيء حتى أسكنوا في داخلنا عقدة الذنب، فلم يعد المرء سوى كائن مذنب يبحث عن الخلاص عن طريق تدمير نفسه.

حرقة عظيمة نستلهمها الآن.. فسنوات العمر لا تستعاد.

الحمد لله أنني عشت إلى هذا الزمن الذي كان القرار السياسي حازما بأننا لن نعيش مستلبين طوال الوقت من حركات وجماعات حركية تبحث عن السلطة ولا تبحث عن عمارة الأرض، الحمد لله أنني ناضلت من أجل الحياة ضد الموت، وأحمد الله أنني وصلت إلى غايتي من استعادة الحياة في فطرتها، الآن وبعد 40 عاما اتجهت سفينة الوطن إلى بر النجاة، حتى أنني أخذت أسترجع الأيام التي عشتها في طفولتي.. أووه ما أجمل الحياة في فطرتها من غير تنطع..

وإن كان لي من وصية فهي:

- تمسكوا بحياتكم كي لا تسرق !