-A +A
عبدالله الداني (جدة) aaaldani@ أزقة الجامعة تعاني الحفر وانقطاع الإنارة (تصوير: أحمد المقدام)
صداع مزمن أوجع رؤوس أهالي وسكان حي الجامعة بجدة، جاء تشخيص علّته نتاج كومة الإشكالات التي يعانيها ذلك الحي العتيق، من أكبرها أزمة العشوائيات، وقضية تعثر المشاريع، وتكدس مياه الصرف الذي أوجد مكانا خصبا لكل ما هو ضار من حشرات وقوارض، إضافة إلى غياب الإنارة بين حين وآخر، مما أتاح للمخالفين إيجاد استراحات لتجمعاتهم. يأمل سكان «الجامعة» أن يجد حيّهم طبيبا يضع على قلب الحي المعتل سماعة يشخص بها حاجاته، ويضع الدواء السريع لعلاجه، واضعين أهم الملفات على طاولة الأمين الـ22 للعروس صالح التركي، على أمل إحيائها وتجديد دمائها بعد أن شاخت بفعل الإهمال والتجاهل لعديد المشكلات التي زادت تعقيدا مع مرور الأيام دون أدنى معالجة.

ويأتي تعثر المشاريع متسنما الهرم الأكبر في تلك القضايا الشائكة، تتبعه قضايا أخرى متفرعة كانتشار الأوبئة والازدحام المروري داخل الحي والخطر على المارة والمشاة وتشويه منظر الحي الذي يقابل أهم معالمها وهي جامعة الملك عبدالعزيز، والإضرار بالخدمات الأخرى المهمة، فضلا عن الهدر المالي الذي يلحق هذه القضية.


وتحضر العشوائيات كثاني الإشكالات التي تنتج هي الأخرى مشكلات عديدة كالأمراض وانتشار القوارض والحشرات، وإيواء مخالفي أنظمة الإقامة والعمل، وتكوين بيئة خصبة للجرائم، فضلا عما تعكسه هذه المشكلات في الحي من صورة سلبية عن المدينة.

فيما القضية الثالثة التي أرهقت سكان حي الجامعة تكمن في الحفريات وانتشارها بشكل مخيف في مداخل الحي ووسطه، مخلفة الكثير من المشكلات والأضرار للمارة والمشاة وأصحاب المركبات الذين اعتادوا ارتياد ورش الإصلاح بين فينة وأخرى بسبب ما تنتجه تلك الحفريات المفاجئة سواء كانت ناشئة من المياه الراكدة أو تخزين المياه الجوفية في باطن الأرض أو عدم إتقان تنفيذ المشاريع وإعادة رصف الطريق كما ينبغي، الأمر الذي يخلف حوادث مميتة وقاتلة فضلا عن الأضرار الأخرى.

الجوفية والصرف والسفلتة

ويرى كثير من سكان حي الجامعة أن بقية القضايا ربما تشكل قضايا ثانوية، فالأهم يتمثل بالبدء في معالجة القضايا الرئيسية ومن ثم التوجه إلى القضايا الثانوية أو الفرعية، إذ يقول صالح اليافعي: نحن نعاني من المياه الجوفية ومشكلات الصرف الصحي وسوء سفلتة الطرق وضعف الإنارة، لكن الجميل في الأمين الجديد أنه بادر بتوجيه اتخاذ حلول عاجلة، وطلب استشاريا لحضور الموقع ومعاينة المشكلات شخصيا، ووجه بوضع مضخات مؤقتة لحين البدء في مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية وتنفيذ مشاريع الصرف الصحي، ونتمنى النظر في عدد من المشاريع المتعثرة، إما بنزعها من المقاول أو معاقبة المتسبب بالتأخير، ومن تلك المشاريع جسور المشاة التي تمثل أهمية كبرى لسكان جدة.

من جهته، يتمنى نبيل زارع الاهتمام بإيقاف ناقلات الصرف الصحي التي تتجول بجدة، والعمل على تنظيم المحلات التجارية في الأحياء السكنية التي تتسبب بأزمة مواقف مع إعادة تخطيط المناطق الجديدة في الحي بشكل أفضل يليق بالداخل إلى عروس البحر الأحمر.

نظافة الحي وتحسين الواجهة

فيما يؤكد أحمد الفرشوطي أن على أمين جدة صالح التركي أن يولي ملف النظافة في الحي الاهتمام الأكبر، إذ يمثل الأمر واجهة أي مدينة أمام زوارها، كما أن الاهتمام بالنظافة يكفل الوقاية لأهالي الحي وسكانه من الأوبئة والأمراض ويمنع انتشار القوارض والحشرات وتكاثر البعوض وغيرها.

من جانبه، يقول عبدالعزيز القدير: نريد اهتماما بإنارة الشوارع الداخلية للحي ومعالجة الانقطاع الدائم للإنارة، ونتمنى أن يكون هناك تطبيق إلكتروني للتبليغ عن الحفر والمطبات وفتحات الصرف الصحي المكشوفة مربوطا بنظام تحديد المواقع الجغرافية العالمي لمعالجتها بشكل أسرع، وأضاف: بما أن تكامل القطاعين العام والخاص مطلوب، نرجو أن يكون هناك تنسيق مع أفضل الشركات الخدمية في مجالات المياه والاتصالات وغيرها لردم وسفلتة الطرق بعد نهاية المشاريع الخدمية، كما نأمل من الأمين إحياء فكرة استغلال مخططات الأراضي داخل الحي لإقامة فعاليات مبسطة خلال أيام الدراسة، وعدم تكديس كل الفعاليات في فترة الصيف، ومضاعفة الأمانة جهودها في مراقبة المطاعم صحيا، خصوصا التي تقع في الجزء الشعبي من الحي، والاهتمام كذلك بصحة البيئة من خلال تشديد الرقابة على كل ما يعكر صفوها كأبخرة الغازات التي تنبعث من الورش المخالفة أو المستودعات التي تتوسط المناطق السكنية، وتنذر بكوارث على أهلها.

غياب النور يزعج السكان

ويقول محمد القيسي: لدينا في الحي زوايا كثيرة تقل فيها الإنارة، وتوفر أماكن لتجمعات الشباب والتي يحصل عنها إزعاج للسكان والمارة وتصرفات غير أخلاقية، كما أن هناك مجمعا للورش تتجمع فيه السيارات المسروقة، ورغم أن معظمها أزيلت، إلا أن الموقع لا يزال مأوى لتلك السيارات وبعض الجاليات الأفريقية التي ترتاد المكان بأعداد هائلة وتشكل خطورة على الأهالي.

وتابع القيسي: بالنسبة للعمالة، أسهمت حملة «وطن بلا مخالف» بخفض أعدادها بشكل كبير، ومن الملاحظات التي يعاني منها الحي، مشكلات الأحواش المنتشرة بكثرة في الحي، كما أن هناك معاناة مع المجاري التي تحول دون وصول المصلين إلى المساجد، ومشكلات أخرى تتعلق بالفئران والقوارض التي أصبحت تشكل خطرا على الأهالي لأنها تحفر أنفاقا تنفذ من خلالها إلى البيوت خاصة الشعبية منه، وكذلك الازدواج الحاصل بين بيوت العزاب وبيوت العوائل.

الحفريات تحتاج إلى ردم

ويضيف: نريد وقفة جادة من الأمين الجديد في الانتباه لتلك المناطق التي لا تزال تنتظر العلاج والعناية منذ فترة طويلة، وعلى الرغم من تعاقب الأمناء على مدينة جدة إلا أن مشكلاتها في ازدياد، لذا نتمنى الاهتمام بعيدا عن التلميع الإعلامي فقط، ويقترح أن يكون هناك لقاء بين الأمين والأهالي أو على الأقل أن يستضاف عمد مدينة جدة لنقل مشكلات السكان والأهالي، ويتم البدء فورا بإيجاد حلول عملية لها وفق خطة زمنية تراعي الإنجاز وحسن الأداء في نفس الوقت، مبينا أن خبرة الأمين الجديد تضع على عاتقه المسؤولية الأكبر، خصوصا أنه تولى مسؤولية قطاعات مهمة عدة في جدة.

وأخيرا، تتمنى تمارا الكويتي الاهتمام بشوارع جدة عموما والحي خصوصا، وتقول: كثرة الحفريات والمطبات التي توزع في الطرقات والشوارع بلا رقابة أمر مقلق ومزعج للغاية، سيما تلك التي تعقب تنفيذ بعض المشاريع، كما نحتاج رقابة صارمة على المرافق العامة كالحدائق العامة لأن كثيرا منها تتعرض للتلف الناجم عن غياب الرقابة.

«بلدي جدة» يحدد المشكلات والمطالب

في جلسة سابقة للمجلس البلدي بجدة، تم تحديد أهم المشكلات التي يعاني منها حي الجامعة في نقاط رئيسية وهي؛ التعديات العشوائية على الشوارع وفي المباني السكنية، وتجاوزات إنشائية في بنية العمائر القديمة، ومنازل شعبية يتم إنشاؤها دون تصاريح، وعدم وجود صكوك لكثير من المباني القائمة والعشوائية، وتكدس كبير للشباب العزاب بجوار العوائل، واشتباكات ومشكلات متكررة لضيق الشوارع وانعدام المواقف، وتكسر الأرصفة واهتراء الطبقة الأسفلتية للشوارع الرئيسية، وعدم وجود الحدائق العامة والمساحات المخصصة لأنشطة الشباب.

بينما تمثلت أهم مطالب السكان والأهالي في إعادة تأهيل البنية التحتية للشوارع، وإنشاء حدائق عامة ومساحات خضراء داخل الحي، ووقف التعديات التي تحدث في ملاحق العمائر السكنية، وإعادة رصف الشوارع الرئيسة والفرعية، والاهتمام بنظافة الحي وشوارعه ومساجده، وإنشاء دورات مياه عمومية وملاعب مخصصة للشباب، وتكثيف الرقابة الصحية على المطاعم والمحال التجارية.