-A +A
أنمار مطاوع
(العُملة الصعبة)؛ هي العملة القوية عالميا.. وتسمى أيضا عملة (الملاذ الآمن).. وهي عملة مقبولة على نطاق واسع في أنحاء العالم، تُستخدم لشراء (السلع) و(الخدمات)؛ وفي موضوع هذا المقال تضاف جملة: وشراء (النفوس والذمم) أيضا.

المملكة العربية السعودية تخوض حربا دعائية تشنها عدة جهات خارجية ضدها؛ وهي حرب شعواء -بكل معنى النذالة- عالية الاحترافية.. ولا هوادة فيها، تريد أن تنال من مكانة المملكة العالمية ومن استقرارها وأمنها الداخلي.


(أعدقاء) المملكة -أي من يقفون في صف الأصدقاء وهم أعداء.. أو الذين يلعبون دور الأصدقاء ولديهم قابلية لأن ينقلبوا على أعقابهم إلى أعداء لو لمعت العملة الصعبة أمام أعينهم - هؤلاء (الأعدقاء) هم الخطر الأكبر.. وما حرب اليمن إلا نتائج بائسة ونكدة لعمل من كنا نحسبهم أصدقاء.

(الأعدقاء) هم في الحقيقة أصدقاء العملة الصعبة. من يدفع أكثر؛ وبالضرورة أن يكون الدفع بالعملة الصعبة نظرا للتمرس والخبرة في هذا المضمار، يصبحون في صفه ومن ضمن أصدقائه ويعملون تحت راياته أيا كان لونها. فالمهم ليس لون الراية ولكن لون العملة.

المملكة العربية السعودية في عهد (سلمان الحزم) كشفت لثام أصدقاء العملة الصعبة.. فالحق واضح ولا يحتاج لشراء أحد للوقوف معه.. ومن يريد الوقوف مع الفضيلة، فالفضيلة جزاء نفسها.. ومن يريد أن يقف مع الرذيلة، فليبحث عن شرّائي الذمم والضمائر.

الملك سلمان قفل باب النفعيّة الرخيصة ووضع حدا لملامح المشهد الكامل والفصل الختامي لأصدقاء العملة الصعبة. فالمملكة بمواقفها الثابتة، ومبادئها الراسخة، وحكمة قياداتها.. لا تريد أصدقاء من هذه النوعية الابتزازية، وليست في حاجة لخدماتهم.. فالكل يعرف أنهم عبيد الدرهم والدينار.. وذممهم قابلة للتحول صوب قِبلة من يدفع أكثر.

في كل رد من قوى التحالف على الافتراءات التي يتم شراؤها بالعملة الصعبة، تتكشف مواقف مخزية لـ(أصدقاء العملة الصعبة).. لن يكون سهلا على التاريخ أن يعاملها بلطف.

عندما يعزل الفرد مواقفه السياسية والإنسانية بطبقات بلازمية من النفعية والابتزاز.. يُردّ أسفل سافلين.. بحكم سنة الله الكونية.

* كاتب سعودي

anmar20@yahoo.com