-A +A
عبدالله عمر خياط
نقول لكافة الحجاج من داخل المملكة ومن العالم بأسره تقبل الله حجكم وجعله مبرورا، وها أنتم قد خرجتم من حجكم كيوم ولدتكم أمهاتكم، وتبدأون صفحة جديدة وتحبون أن يناديكم الناس باللقب الكريم وهو يا حاج ويا حاجة.

والصفحة الجديدة تحتاج أولاً إلى المحافظة على الصلاة في مواعيدها، وصلاة الجماعة في المسجد خير من صلاة الفرد، وثانياً فريضة الزكاة فهي حق الله في أموالكم، بل إن بعض الفقهاء ذكر حلي النساء، ولكن جمهور العلماء أكد أن حلي النساء ليس فيها زكاة إلا ما زاد عن أمثالها، فالمرأة التي لديها حلي في حدود 100 ألف ريال مثلا ومعظم نساء بلادها معهن حلي بنفس القيمة تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً فهي معفاة من الزكاة ما دامت ليست للتجارة بل للزينة، أما من زاد ما معها أضعاف أضعاف ما مع مثيلاتها من النساء فعلى الزائد والله أعلم زكاته، إذا مر عليه الحول. والثالث من الأمور صوم رمضان، فهو فريضة مدة شهر في السنة، ثم تبتعد أخي الحاج عن الغيبة والنميمة والحسد والحقد والكبر على عباد الله، وإذا راجعت كتاب «إحياء علوم الدين» للغزالي، تجد في ربع المهلكات الذنوب التي يجب عليك اجتنابها.


ولعلي نسيت أن أقول إن في مقدمة ما تهتم به أخي الحاج بر الوالدين أو أحدهما إن كان الثاني قد مات، وصلة الرحم، ففي ذلك خير كثير ومجرب في الدنيا قبل الآخرة.

وعلى المسلم الحاج وغير الحاج اجتناب المال الحرام بكافة صوره وأشكاله سواء مما حرم الله مثل الربا، أو ما كان من باب الغش وتطفيف الكيل والميزان.

وحذار من الاعتداء الجسدي أو المعنوي على عباد الله وذلك قد يكون سببه الغضب وتوتر الأعصاب، والله سبحانه يراقبك إن كنت تضرب زوجتك وتهينها أو تشتم الناس، إلا في حدود قوله تعالى «لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم».

والخلاصة أن تأتي ما تحب أن يُؤتى إليك فلا تظلم أحداً لأنك لا تحب أن يظلمك أحد، والظلم ظلمات.. فلا تحاول أن تؤذي أحداً ولا تحاول أن تحتال لتستولي على أرض هي ليست من حقك، أو أن تظلم في الميراث ورثتك أو أن تكون وارثا فتحرم الإناث المستحقات للميراث، أو أن يكون عليك ديون فتحتال بتحويل ثروتك للزوجة والأبناء وتدعي أنك معسر لكي تأكل أموال الناس بالباطل، فعاقبة الظلم وخيمة على الظالم.

وأساس ذلك كله الإيمان بالغيب وأن الله مطلع على الصغائر والكبائر وهو الذي لا تخفى عليه خافية، وسوف تعرض عليك أعمالك كلها من خير أو شر حسبما جاء في الآية المحكمة «فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره».

ومعظم الحجاج والقراء يعرفون هذه النصائح، ولكنها من باب «فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى».. والله من وراء القصد.

السطر الأخير:

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه».

* كاتب سعودي

aokhayat@yahoo.com