-A +A
ماجدة عبدالرحمن (أخصائية تخاطب) MagdaAbdelrahm3@
يحدث العيّ (الحبسة الكلامية) نتيجة تلف عضوي بالمخ، بسبب الأمراض المختلفة للأوعية الدموية الدماغية، وهي إما أن تكون ناتجة عن جلطة بالأوعية أو نزيف دماغي وأي إصابات بالرأس، كالحوادث مثلا والالتهاب السحائي والأورام المخية وكذلك خراج المخ.

ويعاني مريض العيّ من درجات متفاوتة من اضطراب القدرة على فهم اللغة المنطوقة والكتابة، كما يعاني من اضطراب القدرة على التعبير الشفهي والتحريري والقراءة واضطراب في لحن الكلام وتنغيمه وعدم القدرة على الحديث السليم لغوياً ونحوياً،


وذلك بدرجات متفاوتة ما بين البسيط والمتوسط والشديد تبعاً لنوع وحدة الإصابة، ويوجد الكثير من الأنواع الأخرى من الأفيزيا،

ولكن تعتبر هذه هي أهم أنواع المرض (الأفيزيا التعبيرية - الأفيزيا الاستقبالية)، وينتج هذا نقصا في ذخيرة الألفاظ وضعف مجال الذاكرة السمعية واللفظية وصعوبة إيجاد الأسماء وضعفا بالسياق والمضمون وخللا بالإطار اللحني، ثم فقدان الطلاقة بالكلام، كما يوجد ضعفا في القدرات الحسابية التحريرية والعامة، وكذلك تحدث تغييرات سلوكية ونفسية مختلفة لمرضى العيّ. وقد يصاحبه شلل أو ضعف في الناحية اليمنى من الجسم، لأن مراكز اللغة الأساسية تقع في نصف الدماغ الأيسر، وغالباً ما يعاني مصابو الحبسة الكلامية من الإحباط والتشتت لعدم قدرتهم على الكلام بشكل صحيح، أو استيعاب الأمور كما كانوا من قبل التعرض للجلطة الدماغية، فقد يتصرفون بشيء من الغرابة بسبب التغيرات التي حدثت بالمخ.

وهنا يجب المساعدة بعرض المريض على طبيب المخ والأعصاب وأخصائي التخاطب في آنٍ واحدٍ للوصول إلى التشخيص السليم وقياس درجة الاضطراب الوظيفي والاختيار الأمثل لخطة العلاج، ويختلف العلاج بحسب نوع الأفيزيا وشدتها، فعلاج حبسة بروكا (وما يصاحبها من تدهور في اللغة التعبيرية) يختلف عن علاج حبسة فيرنكي (وما يصاحبها من خلل في اللغة الاستقبالية)،

ولكن بشكل عام يُركّز أخصائي اللغة والكلام في علاج حبسة بروكا على زيادة طلاقة المريض وزيادة عدد المفردات التي ينطقها بطلاقة، إضافة إلى زيادة قدرته على تسمية الأشياء من حوله، أما في علاج حبسة فيرنكي فيركز الأخصائي على زيادة قدرة المريض على فهم ما يسمع أو ما يُكتب له.

وينصح أثناء العلاج الحديث مع المريض ببطء ووضوح، ولا بد من توفير أجواء خالية من عوامل التشتت، وإذا كان المصاب يعاني من مشكلة في الاستيعاب نحاول أن نستخدم جملا قصيرة، ووقفات قصيرة بين الجمل، نحاول أن نستخدم الإشارات ولغة الجسم مقروناً بالكلام لزيادة قدرته على فهم الرسالة، مع منحه فرصة كافية للإجابة عند توجيه أي سؤال إليه، كما أنه يحتاج إلى الدعم النفسي من الأسرة، ومع الدعم والتأهيل يمكن علاج المريض، عن طريق ممارسة التأهيل اللغوى وتذكيره بما نسي ومع الاستمرار سيتذكر كل شيء، والتحسن يتضاعف كلما قدم العلاج أسرع أو بشكل مكثف.