-A +A
إبراهيم عقيلي
اليوم سيتابع رئيس النادي الأهلي أولى مبارياته مع الفريق، اليوم سيقعد في ملعب الجوهرة رئيسا بعد أن كان محبا وداعما خفيا، ولعل أول معضلة سيواجهها هي معضلة المجانين، ذلك الجمهور الذي لا يشبهه أحد، ولا يعرفه سوى من ذاق حلاوة دعمه، ومر غضبه.

يبدأ الرئيس الجديد مشواره مع الدوري وأنا أخشى عليه منهم، فحبهم قاتل وسهام عشقهم تصيب الأصدقاء دائما. فبرغم أن الأهلي يصنف من الثلاثة الأوائل في صفقات الأجانب لهذا الموسم إلا أن الغضب الجماهيري لايزال إلى اليوم مستمرا في مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنهم يقولون «لا يعجبنا العجب».


ورغم كل المؤشرات التي توحي بأن الفريق يملك كل مقومات النجاح لهذا الموسم إلا أن الموج الغاضب لن ينتهي.

وفي كل مرة، وعند كل إدارة جديدة أؤكد بأن التعامل مع المزاج العام للجماهير الأهلاوية فن من أجاده سينتهي به المطاف في مرسى النجاحات، وسيدل درب منصات التتويج.

النفيعي لم يهبط ببرشوت للنادي الأهلي ولم يكن طارئا، بل خرج من رحم المدرج الأخضر، وجاء محملا بالمواقف المشرفة مع النادي سابقا، ويعرف جيدا تكوين المشجع الأهلاوي، ويبقى عليه أن يعي جيدا أن العمل بصمت هو ضالة الساعي وراء الكؤوس، وأن شعرة معاوية هي طريق ديموقراطي يعطي الجماهير حقها في إبداء آرائها ويكفل للنادي حقه في أن يتخذ القرار بعيدا عن الضغوطات غير المبررة.

لذلك أقولها وأنا كلي تفاؤل بأن القادم مع الإدارة الشابة الطموحة مبهج، ولكن إذا أحسنت التعامل مع هدير المدرج الأخضر، واستطاعت أن توقف الموج الغاضب والسلطة الهوجاء، بتفريغ شحنة الغضب في مكانها بتنظيم لقاءات دورية مع الجماهير من حين إلى آخر، والاستماع إلى آرائهم بآذان صاغية، وتنفيذ المعقول منها، فإذا وصلت أصوات الجماهير بطريقة عملية ستبدد عشوائية النقد في «تويتر»، وستكسر سوط الهاشتاقات المضللة والتغريدات العمياء، وستزيد من مناعة القلعة في مقاومة فايروس الحسابات الوهمية الحاقدة، فلا تتجاهلوا سلطة «تويتر» وقدرته على تشتيت الجهود، فمنهجية العمل مع الإعلام الجديد باتت ضرورة من ضرورات النجاح.

وأخيرا.. أهمس في أذن ماجد النفيعي: «اصعد للمدرجات قبل أن يوقعوك في فخ الهزيمة».