أشرف ريفي
أشرف ريفي




وزير العدل اللبناني السابق متحدثاً إلى الزميل عيتاني. (عكاظ)
وزير العدل اللبناني السابق متحدثاً إلى الزميل عيتاني. (عكاظ)
-A +A
حاوره: زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@

* تهديدات «نصر الله» تهويل كلامي

* لهذا السبب يشن إعلام الميليشيا حملة شرسة على بخاري


* السعودية بكل رموزها مستهدفة من الحزب

* لن يجرؤ حزب الله على كسر قرارات «العدل الدولية»

* الاستسلام لحزب الله يعني تسليم الوطن إلى إيران

* حزب الله يعمل على شيطنة كل خصومه



أكد وزير العدل اللبناني السابق اللواء أشرف ريفي أن تهديدات حسن نصر الله تهويل اعتدنا عليه، والحملة التي يشنها إعلام حزب الله على الوزير المفوض وليد البخاري هي استكمال للحملة على كل السياديين العرب المتمسكين بعروبتهم في وجه المشروع الفارسي. وأشار اللواء ريفي في حوار خاص مع «عكاظ» إلى أننا بحاجة لمشروع عربي موحد لمواجهة المشروع الإيراني في كل الجبهات في صنعاء وبيروت وبغداد ودمشق.. وفي ما يلي التفاصيل:

•أطلق أمين عام حزب الله سلسلة من التهديدات الواضحة في إطلالته الأخيرة.. كيف تقرأون هذه التهديدات؟

••الكل يعلم أنه كلما كان هناك مفصل أو قرار يتعلق بالمحكمة الدولية، يصدر كلاماً تهديدياً وهو في الحقيقة كلام تهويلي. يجب التوضيح أن المحكمة الدولية أُنشئت بقرار من مجلس الأمن ولا يمكن لحسن نصر الله إلغاء مفاعيلها. أما إن كان تهويله موجه للشعب اللبناني فنقول له نحن شعب لا يهوّل عليه، صحيح نحن لا نملك قدرة تسليحية لمواجهته لكننا بالموقف نحن له بالمرصاد والمواجهة ومتمسكون بالمحكمة الدولية لأننا نؤمن أن العدالة هي التي تؤمن العدل والاستقرار وليس سلاح حزب الله أو سلاح أي ميليشيا. دماء شهدائنا غالية والمؤسف أن بعضا منا تبين أن ليس لديه القدرة على المواجهة، ربما استسلم وربما أقدم على تسوية سياسية تحت عنوان الواقعية ولكنه بكل أسف سلم البلد إلى إيران، ولبنان لن يكون فارسيا أو إيرانيا مهما كلف الأمر.

• كنتم من المشرفين على مسار التحقيق الدولي من خلال موقعكم الأمني، هل الوقائع تذهب باتجاه حزب الله وإيران بشكل واضح، أم ستكون هناك مفاجآت في المطالعة المرتقبة للمحكمة الدولية؟

••لا أحد يعلم ماذا تتضمن المطالعة، لكن لا شك أن مسار الأمور ذاهب باتجاه حزب الله، فأغلب الجرائم التي نفذت في لبنان تحمل بصمة إجرامية واحدة. لقد بدأنا التحقيقات مع أولى الجرائم التي طالت الوزير مروان حمادة ثم كانت الجريمة الكبرى في 14 فبراير 2005 عندما اغتيل شهيدنا الكبير رفيق الحريري وكرت سبحة الاغتيالات وكنا على قدرة عالية من المهنية، وكان للشهيد وسام عيد بصمة حيث مسك طرف الخيط في قضية الرئيس الشهيد الحريري، إذ تبين أن هناك مجموعة كانت تراقب الرئيس الحريري قبل شهرين من اغتياله، والتي تنقلت بأرقام الهاتف بين مناطق فقرا وجونيه وبيروت ويوم التفجير كانت المجموعة المذكورة موجودة في ساحة الجريمة، وكانت هناك سرعة بالتواصل فيما بينهم عبر هواتفهم، وكان ملفتا أنه بعد الجريمة أقفلت كل هذه الهواتف واختفوا كلياً.

• هل عرضتم هذه الأدلة على حسن نصر الله؟

••نعم، لقد حمل اللواء الشهيد وسام الحسن الملف آنذاك وزار الرئيس سعد الحريري وأخبره أن هناك مجموعة كانت تتعقب والده الشهيد قبل الجريمة، وأنها هي نفسها كانت موجودة في ساحة الجريمة، وقد اتصل الرئيس سعد الحريري حينذاك بحسن نصر الله وأخذ موعداً لوسام الحسن بشكل عاجل فأطلع نصر الله على المعلومات وقال للحسن سأوصلك بشخص أمني للمتابعة كان يدعى (أبو علي) كاسم حركي، فأجروا عدداً من الاجتماعات أول فترة ليتبين أن هناك محاولات للتسويف والتأجيل إلى أن وقعت حرب يوليو 2006 وانقطع التواصل بين وسام الحسن وحزب الله.

• هل تعتقد أنهم أشعلوا حرب 2006 لتغطية هذه الجريمة؟

••يمكنني القول إن موضوع الجريمة والتواصل مع حزب الله تأثر بحرب 2006.

•هناك حملة شعواء تشن على المملكة والقائم بالأعمال السعودي في بيروت، وعُلم أن هناك غرفة عمليات شكلت في بيروت للقيام بهذه الحملة في لبنان، ما هو تعليقكم؟

•• حزب الله يعمل على شيطنة كل أخصامه، بدءا من طرابلس. لا شك أن المملكة العربية السعودية تُستهدف من خلال إعلام حزب الله بكل رموزها وتوجهاتها وقاداتها، بمرحلة معينة لم يكن الهجوم واضحا ثم تحول إلى هجوم لا أخلاقي، هجوم وقح وسافر وبدأوا بمهاجمة كل السياديين في لبنان وخارجه.

• تهديدات نصر الله، ثم التطاول على المملكة ورموزها، برأيكم إلى أين نتجه لمواجهة أم إلى تسوية؟

••هناك بيئات ممانعة لهيمنة إيران في لبنان، هناك من يعتقد أن هذه البيئات سقطت كلها بيد إيران، لا شك أن حزب الله من وقت لآخر يحاول أن يخترقها لكن محاولاته محدودة جداً، فقد أُخذ بعض الشبان إلى سرايا المقاومة وشكل مجموعات مسلحة، وللأسف الدولة تغض النظر عن هؤلاء وتلاحق شباننا العزل الذين يواجهون الحزب وإيران بالموقف وليس بالسلاح، لذلك دعوت كل الدول العربية بأن يكون هناك مشروع عربي في مواجهة المشروع الصفوي وما زلنا صامدين في بيئاتنا التي تعرضت لمحاولات اختراق محدودة، هذه البيئات يجب أن تدعم وتشعر أن هناك مشروعاً يرعاها وتكون عبارة عن منظومة إعلامية بوجه منظومة حزب الله الوقحة. أقولها صراحة هناك تقصير عربي بهذا الاتجاه ونقول لإخواننا العرب آن الأوان ولم يفت بعد وهناك إمكانية لاستنهاض البيئات السيادية السنية والمسيحية والدرزية حتى الشيعية، هناك بيئات سيادية لوضع حزب الله في جغرافيا محدودة والسلاح غير الشرعي إن لم يخرج إلى بيئات أخرى سيأكل نفسه. وقد سمعت من مسؤولين رفيعي المستوى التقيتهم في البيت الأبيض أنه إذا كان قرارنا هو تسليم لبنان لحزب الله وإيران، يمكننا الآن استنهاض بيئتنا بالشكل القانوني والشعبي والسلمي والحضاري، لقد صمدنا بوجه مجزرة التبانة في 1986 التي قام بها النظام السوري وصمدنا بوجه 21 جولة عنف وبوجه التركيبة المخابراتية المسماة بفتح الإسلام، وصمدنا كذلك بوجه تفجير مسجدي السلام والتقوي ومن يقدر على كل هذا الصمود باللحم الحي، يمكنه إذا أقيم مشروع عربي للصمود ضمن منظومة عربية سننجح بتطويق حزب الله ضمن بيئته، هذا المشروع حظوظه عالية للنجاح ولتطويق حزب الله في بيئته إلى أن يحين ظرف إقليمي يخرج سلاح حزب الله.

• قلت إن خروج سلاح حزب الله إلى خارج الحدود كميليشيا مسلحة مؤشر النهاية، هل بدأنا هذه المرحلة؟

••من خبرتي كعسكري أقول، من كانت لديه قدرة عسكرية يمكنها أن تنجح ضمن جغرافيا محددة لكن أن تخرج خارج هذه الجغرافيا والتي هي أكبر من قدرات هذا الفريق على الصمود فلا شك أن هذه المنظومة ذاهبة إلى نهايتها. وأقرب مثال بالتاريخ الحديث هتلر الذي كون جيشا قويا جداً وبالنهاية وعندما توسع أكبر من قدرات الجيش على الانتشار سقط. أي قوة عسكرية إذا كان مخططها أكبر من قدرتها على الانتشار تكون قد حفرت قبرها بيدها. والمشروع الإيراني يحفر قبره بيده، إيران التي أنشأت فيلق القدس قاتل بكل الدول العربية إلا في القدس، القدس هي غطاء لجرائمه، لذلك هذا الانتشار يسير بعكس التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا.

• هل تنظر إلى أن المعركة من صنعاء وحلب وبغداد وبيروت هي معركة واحدة؟

••أولاً لا بد من التأكيد أن عدونا الأساسي إسرائيل ولن ننسى فلسطين قضيتنا الأولى، ولكن التسيد الإيراني لينفذ المهمة القذرة فخرج من حدوده ليدمر بغداد وصنعاء وسورية ويحاول وضع يده على لبنان، أيقظ مشاعر مذهبية قومية كانت نائمة منذ مئات السنين، هذا الدور أو هذه المهمة الوسخة سيدفع ثمنها تاريخياً. لقد أضاف الإيراني إلى العنف الذي كان موجوداً بالمنطقة عنفاً إضافيا من خلال ما شهدناه مع داعش والقاعدة وتركيبات خلق لها بيئة مؤاتية لها بمساعدة النظام السوري في تركيبة البنية الأساسية لها سواء عبر الحوثيين وحزب الله والحشد الشعبي، لذلك نناشد الدول العربية بأن المعركة واحدة في كل الساحات ضمن مشروع عربي لكل الساحات وأي إهمال بساحة معينة سينعكس على باقي الساحات.

• هل نحن مقبلون على أيلول (سبتمبر) ساخن؟

•• أنا متفائل دائماً، ورغم أن المشروع المقابل أقوى منا على الأرض لكنه يناقض طبيعة الأمور ونحن صامدون وسنربح، وإذا البعض انبروا للقيادة ولم يكونوا أهلا لها فهم لا يمثلوننا، نحن ننادي بمسؤولية مشتركة إذا استنهضت هذه الساحات يمكننا محاصرة المشروع الإيراني. وأقول لكل العرب والسياديين لا تغيبوا عن الساحات المستهدفة، هناك نقط قوية يمكننا أن نؤسس عليها.