-A +A
عبدالله عمر خياط
قال مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، بحسب ما جاء في «عكاظ» 9/‏12/‏1439هـ : «إن مشروع البناء في منى أمام الهيئة الملكية لتطوير مكة والمشاعر».

إن هذا المطلب تحتاج إليه ملايين الحجاج، نظراً لأن مدينة الخيام في منى قد ضاقت عن استيعاب مئات الألوف من البشر منذ اليوم السادس من ذي الحجة وحتى اليوم الثالث عشر من الشهر الفضيل، ولقد قامت الدولة مشكورة باتخاذ تدابير كثيرة، منها منع دخول السيارات الخاصة إلى منى، لكن مع مرور السنين وازدياد أعداد الراغبين في أداء الفريضة يحتم على الدولة التفكير ببناء عمارات لا تقل عن 10 طوابق لكل عمارة، وهي ستكون مباني شاغرة طيلة العام إلا في أسبوع يوم التروية ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة، لكن المطلب هذا بلا شك ملح وأكيد.


يكفي أن نأخذ من تصريح سمو الأمير خالد الفيصل قوله «إن هذه الدولة لا تعرف المستحيل»، وقوله في المؤتمر الصحفي الأحد الماضي «إن إجمالي القوى العاملة العسكرية والمدنية والفرق التطوعية في حج هذا العام تقدر بـ250 ألف شخص»، وهذا العدد كان ضعف عدد الحجاج قبل 70 أو 80 سنة، وهو يوضح الاهتمام الكبير والتطوير الذي تجريه المملكة عاماً بعد عام لمرافق الحج.

لقد وصل عدد حجاج الخارج هذا العام 1.756.039 حاجاً، بزيادة طفيفة عن حجاج العام الماضي، وبلا شك فإن حجاج الداخل يرفعون العدد الإجمالي للحجاج إلى ما يزيد على مليوني حاج.

وعلى الدولة أن تسارع بمشروع البناء في منى، لأن في ذلك تخفيفاً عن الحجاج وعن المطوفين وعن أجهزة الدولة المختلفة، وها هو المسعى قد تمت توسعته، وفائدة هذه التوسعة والدورين المبنيين عليها شواهد على أنها كانت لفائدة الحجاج والمعتمرين، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه».

إننا نأمل أن تسارع هيئة تطوير مكة والمشاعر إلى إعطاء الضوء الأخضر لبناء العمارات متعددة الأدوار في مشعر منى لاستيعاب الملايين من الحجاج، وأيضا لراحتهم، فمن يسكن في عمارة بلا شك خير له ممن يسكن في خيمة تتعرض للحرارة وللحريق وحتى للغرق كما حدث قبل سنوات عندما جهزت الدولة خيماً مضادة للحريق، وفي العام الذي يليه تلفت موجودات الخيم بسبب فيضان الأمطار.

تقبل الله من الحجاج حجهم وأعادهم إلى بلادهم سالمين غانمين.. آمين.

السطر الأخير:

قال الحطيئة:

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا

وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا

* كاتب سعودي

aokhayat@yahoo.com