-A +A
عبده خال
بعض الجمل والأمثال تعلق في الذاكرة من غير أن يكون لها جذر معرفي أو دراية عن سبب قولها.

ويحكى أن رجلا فقيرا محتاجا في بيئة تقدس الرأس مالية لدرجة القسوة، وكان ذلك الرجل في (خلالطة) مفهوم الفردانية حتى لو سحقت المجتمع بكل أطيافه.


ذلك الرجل فكر بالخروج من أزمته المالية الطاحنة وليس لديه الملكات المتقدمة التي تجعله نشطا في عمله وحتى وإن كان يمتلك أفكارا خارقة عملية فإنها لن تخرجه من أزمته الاقتصادية..

هذا الرجل فكر ووجد أن كل أناس الكرة الأرضية تداهمهم أحلام الثراء، فلعب على هذه الأمنية، وعلى الفور اتجه إلى البنك واستخرج رقم حساب بنكي بآخر مال في حوزته، ثم تحرك إلى جريدة كبرى وأعلن إعلانا صغيرا استمر نشره خلال أيام وكان نص الإعلان:

- إذا رغبت أن تكون مليونيرا ابعث دولارا واحدا على هذا الحساب وسوف نزودك بالنصيحة الذهبية.

والمعرفة أن الجميع حالم بالثراء جلبت له الحظ الذهبي أيضا، فكل يوم كان يتلقى الدولارات من أصقاع الجمهورية حتى إذا بلغت لحلم المليونير.. اتجه مرة أخرى إلى الجريدة ونشر إعلانا قال فيه:

- من يرغب في أن يصبح مليونيرا فليفعل فعلتي!!

فجأة أحس الناس أنهم وقعوا في حيلة، وتضخمت رغبة محاكمة هذا الرجل المحتال، فتقدموا إلى القضاء بالعشرات، وأثناء المحاكمة وفيما كان الشاكون في انتظار أن توقع المحكمة حكما صارما على ذلك المحتال إلا أنهم بهتوا عندما أطلق القاضي جملته الشهيرة والتي أصبحت مثلا:

- القانون لا يحمي المغفلين!

وقبل معرفة أسباب هذه الجملة كنت أظن أن هذا المثل نص قانوني يعمل به في المحاكم، فكتبت مقالا أن المغفلين هم أولى بحمايتهم من حيل المحتالين..

والآن ومع انتشار الحيل الزاحفة والسابحة والطائرة على الحالمين بالثراء أن يعرفوا أين يضعون أقدامهم.