-A +A
خالد السليمان
تصدرت صور الحج معظم الصحف الأمريكية الصادرة أمس، بينما حملت التقارير والتعليقات الصحفية المرافقة إشارة للأعداد الهائلة من الحجاج الذين تستقبلهم السعودية وتستضيفهم خلال أيام معدودة في مساحة محدودة!

الصحافة العالمية في مختلف القارات تمنح السعودية شهادات الإشادة بقدرتها على تنظيم أكبر تجمع بشري على وجه الأرض محدد الزمان والمكان، بينما وسائل إعلام عربية وبعضها للأسف خليجية كانت تترقب وقوع أي حادثة كي تقيم سرادقات العزاء واللطم على أحوال الحرمين في العهدة السعودية!


لكن الله سبحانه خيب آمالهم، ونجحت السعودية كعادتها في القيام بواجباتها والاضطلاع بمسؤولياتها تجاه الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن على أكمل وجه، لأن النوايا الصادقة والإخلاص التام كانا هما محرك العمل وغاية الإنجاز، لذلك بارك الله لهذه البلاد وعزها عبر الزمن ورد كيد كل من أراد بها شرا في نحره!

صديقة أمريكية تدير مجلة مصورة متخصصة تصدر في سان فرانسيسكو قالت لي مرة إنها لم تجد صورا تكاد تنطق أكثر من صور الحج، فهي صور نابضة بالحياة والحركة وأكثر ما يميزها هو أنها توثق كيف استطاعت هذه المناسبة التعبدية أن تجمع البشر على اختلاف أعراقهم ومشاربهم لينصهروا في قالب بشري واحد!

الذين لم تعجبهم هذه الصور الإيجابية للأسف لم يكونوا غرباء عن ديننا أو عرقنا، بل هم من جنسنا، أشخاص سيطرت عليهم مشاعر نفسية بغيضة وحركتهم حزبية دنيوية مقيتة حتى وصل بهم الأمر وقد عجزوا عن مصادرة الحج من أهله إلى السعي لصرف الناس عنه!

ستبقى تكبيرات الحجاج تتردد في أودية مكة يسمع صداها العالم، وستبقى الغصة في حلوق الكارهين تخنق أرواحهم وتكتم أنفاسهم وتقتل أحقادهم!