-A +A
أنمار مطاوع
ثقافة المسؤولية التطوعية أصبحت واقعا يعيشه المجتمع. الكل يرغب في القيام بأعمال تطوعية - فيما يخصه -. هذه الثقافة لم تصنعها الصدف، ولكنها نتاج جهد الدولة السعودية منذ تأسيسها لترسيخ القيم الإسلامية - الإنسانية في المجتمع.

خلال موسم الحج من كل عام، يتأكد بشكل جلي للعالم أجمع أن المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا تعمل على المسار النبيل في خدمة زوار بيت الله الحرام. تلك الخدمة بدأت بالإعمار والتشييد والتنظيم للأراضي المقدسة منذ عهد الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه). فخلال مسار التاريخ - منذ عهد سيدنا إبراهيم الذي رفع القواعد من بيت الله الحرام في ذلك الوادي الخالي من الزرع - لم يحدث أن عمّر أحد بيت الله الحرام كما عمّره العهد السعودي.


في ظل هذا التكريس الإلهامي من رب العزة والجلال، واستشعار المسؤولية الدينية للدولة، استوعب أفراد المجتمع السعودي ثقافة المسؤولية التطوعية في خدمة الحجيج. تشير الإحصائيات إلى أن ما يزيد على (10000) متطوع من مختلف مناطق المملكة قدموا هذا العام للمساهمة في إرشاد الحجاج وتقديم العمل الإسعافي والخدمات الطبية لهم.. والمحاضرات التوعوية وتوزيع الحقائب الصحية والسقيا.. وما إلى ذلك من أعمال تطوعية تساند الدور الأساس الذي تقوم به الجهات الحكومية بمئات الآلاف من الموظفين الذين جندتهم لخدمة الحجاج القادمين من أصقاع العالم لأداء مناسكهم.

الأرقام التي أُعلن عنها بعدد المتطوعين في موسم الحج هي مجرد نموذج أو ملمح.. ولكن الواقع يؤكد أن كل الشعب السعودي متشبع بثقافة العمل التطوعي في خدمة المعتمرين والزوار وحجاج بيت الله الحرام.

الإنسان السعودي تمت صناعته بعناية فائقة لتحقيق الأهداف الإنسانية التي تسعى لها الحكومة السعودية.. وإظهار الجوانب الإنسانية خلال موسم الحج هي مجرد لمحات لما تقدمه المملكة العربية السعودية من أعمال تصب في هدفها الأساس؛ وهو خدمة الإسلام والمسلمين بكل إمكاناتها وقدراتها الاقتصادية والسياسية.. والبشرية.

* كاتب سعودي