-A +A
محمد آل سلطان
كنت قد عنونت مقالي الأسبوع الماضي «لماذا يكرهون الحج؟!» وذكرت فيه من ضمن ما ذكرت أن لا شيء يغيظ أعداء السعودية ويجعلهم يتميزون غيضاً ويموتون كمداً من موسم الحج الركن الخامس في الإسلام إلا أنه يذكرهم بالحقيقة الإلهية المؤلمة بالنسبة لهم أن الحج إلى السعودية بلاد الحرمين الشريفين والمشاعرالمقدسة هو حقيقة جغرافية لا تتغير ودعوة إلهية لا تتبدل، تذكرهم بأن السعودية شاءوا أم أبوا هي قلب العالم العربي والإسلامي مهما كادوا وتربصوا..!! ورغم أن المسلمين يتوجهون في صلاتهم إلى قبلة واحدة تشير إلى مكة والمملكة العربية السعودية ولكن الحج يظل أشد وطأة عليهم لأنه استجابة لأمر إلهي بالأذان في الناس وشد الرحال والتحرك من كل فج عميق نحو السعودية والحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة!!

وبعد مقالي بثلاثة أيام تقريباً خرج القرضاوي مندداً وناصحاً المسلمين بخبث وقهر بأن يصدوا عن الذهاب إلى مكة لأن الله سبحانه وتعالى غني عن العالمين وليس له حاجة في «هذا الحج»!!.. طبعاً المسلمون في غنى أن يخبرهم القرضاوي أن الله عز وجل غني عن العباد جميعهم، وهو الغني ونحن الفقراء، وهم ليسوا في طوابير لانتظار فتوى من هذا القميء لأن يذهبوا للحج أو لا يذهبوا!!


ولكني سأحاول بقدر الإمكان أن أحل معضلة المتحزم الراقص «القرضاوي» عند تنظيم الحمدين وأقترح عليه ما قد يخفف وطأة الحج عليه!! ماذا أيها الراقص بثوب الدين في وحل السياسة لو أفتيت وغردت لإرضاء «معازيبك» في جزيرة شرق سلوى بأن يستبدل المسلمون مكة بالدوحة، أليست كما تقول «كعبة المضيوم»!! خاصة أن الجماعة البائسة مضيافة جداً للدرجة التي أنها اعترفت بحقوق المثليين والشواذ، وأبدت استعدادها للسماح لهم بممارسة طقوسهم دون تمييز!! وإذا كنت ترى أن الدوحة صغيرة جداً جداً فيمكنك أن تطلب من حلف «الناتو» أن يساعدك لتنفيذ فتواك، ألم تقل: «إنه لو بعث محمد صلى الله عليه وسلم من جديد لوضع يده بيد الناتو»!!

وإذا كنت ترى أن المسلمين لن يستجيبوا لدعوة «الناتو» ما رأيك لو اقترحت على المسلمين أن يحجوا إلى إسطنبول مثلاً، أليس فيها كما تقول أنت: السلطان «أردوغان» الذي يحكم مليارا ونصف مليار مسلم، وجعلته في مقام النبي صلى الله عليه وسلم عندما قلت إن الله يؤيده وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرا!! وما رأيك إذا أردت أن تكون القسمة عادلة بين أوليائك لو اقترحت على الحجاج الإيرانيين أن لا يأتوا إلى مكة وأن يحجوا إلى «قم» مثلاً، خاصة أن قد طمأنتهم أنك ستقاتل دونهم!!

وفي الختام أترككم مع القصة التي يرويها معالي المستشار سعود القحطاني لتبين كيف استرخص القرضاوي دين الله حتى جعله لعبة بين يدي تنظيم الحمدين الذي تم دحره ولم يتبق سوى نحره!! والقصة ملخصها أن زعيم تنظيم الحمدين جاء مهرولاً إلى السعودية ليلتقي بقادتها الكبار فوبخوه بشدة عن دعم القرضاوي لحزب اللات الإيراني في لبنان، فرد بخنوع وسوقية: طال عمرك لو تبي أخليه يتحزم ويرقص أبشر، وفور عودته أرسل وزير خارجيته حينها مقطعاً خلاصته أن مشايخ السعودية -وهم كذلك فعلاً- أنضج وأبصر مني بهؤلاء، قاصداً حزب اللات وزعيمه!!

أفلا يرحم هذا الرجل شيخوخته، فلم يبق له من العمر قدر ما مضى!! أفلا يحل الحزام من على وسطه والذي رقص به على دماء المسلمين بقال الله وقال الرسول حتى ظهرت سوءته وسفك وشرد وأرهب من المسلمين ما لم يفعله حتى هولاكو!!

* كاتب سعودي