-A +A
«عكاظ» (جدة)
يُشبّه المجتمع الرياضي العربي قناة BeIN بالأفعى «وإن غيرت جلدها»-في إشارة إلى انفصالها عن شبكة «الجزيرة القطرية»، سيئة السمعة والداعمة لخطاب التطرف والمبشرة بأدبيات المتطرفين وأخبارهم.

وبالعودة إلى قصة «BeIN» مع التسييس، فإنها ترجع إلى أيام نشأتها الأولى وتحديداً في أغسطس 2003، إذ أطلت قناة الجزيرة الرياضية بدعم ضخم للسيطرة واحتكار بطولات عالمية وقارية ودوريات أوروبية، وسرعان ما استطاعت القناة التي كانت تذيب الصعوبات بـ «الشيك القطري المفتوح»، من الانتشار، بيد أنها واجهت صعوبات كبيرة في استمرارها باختراق النقل الإعلامي الرياضي في ظل زيادة الجدل حول خطاب قناتها الأم (الجزيرة) ما جعل إدارة القناة تنفصل عن «شبكة الجزيرة»، المتبنية لخطاب الكراهية والعنف والجماعات الإرهابية، لتظهر في «جلد جديد» باسم BeIN في مطلع يناير 2014.


ومع تغيير ذراع الجزيرة الرياضي لجلدها لم تفلح محاولة التملص من استراتيجية نظام «الحمدين» الإعلامية، ما أدخل المجموعة في نفق الفساد المتكشف حول رشاوى وقضايا الاحتكار الجائر وجعل مسؤوليها تحت طائلة التحقيق والمسائلة المستمرة.

وبينما كشف أحد مذيعي القناة في لقاء تلفزيوني عن تغيير القناة لجلدها بسبب «التركة الثقيلة» لاسم الجزيرة، مارست الذراع الرياضي لماكينة قطر الدعائية ذات الرسالة «المتطرفة» لقناة الجزيرة وأخواتها، إذ ظلت تغذي التعصب بين الجماهير العربية، وتمرر رسائل سياسية في روزنامة برامجها واستديوهاتها التحليلية.

وفي المباراة الافتتاحية لكأس العالم المنصرم في روسيا والتي جمعت المنتخب المستضيف بالمنتخب السعودي، أثارت قناة BeIN سبورت القطرية انتقادات واسعة في الأوساط الرياضية، عقب استغلال القناة القطرية لامتياز بثها لمباريات كأس العالم في تمرير رسائل سياسية صادمة للمجتمعات الرياضية المحترفة، ما دفع رياضيين في المنطقة لتبني حملة واسعة تحت عنوان «رياضة بلا سياسة».

ونجحت الحملة التي أطلقها رياضيون عرب في حصد 119 ألف توقيع.

وكان الادعاء العام في سويسرا قد أعلن فتح تحقيق جنائي بحق السكرتير السابق للفيفا جيروم فالكه والمدير التنفيذي لشبكة «بي إن سبورتس» القطري ناصر الخليفي حول منح حقوق مبارايات كأس العالم. واعتبر الادعاء العام أن الشخصين هما محور قضية فساد ورشوة وتزوير، كما كشف مكتب المدعي العام السويسري عن وجود شبهة فساد تتمثل في سوء إدارة متعمد عام 2016.

وتحوم فضائح فساد القناة مع المتنفذين في بعض الاتحادات العالمية، عادة حول الرشاوى والقدرة القطرية الكبيرة في دفع الرشاوى للمسؤولين، كما أن وبال تلك السلوكيات القطرية حل على ملف استضافة قطر لكأس العالم 2022، إذ لا تزال الشكوك والاتهامات تتصاعد بشكل لافت.