النبوي ٢
النبوي ٢
-A +A
«عكاظ» (المدينة المنورة) okaz_online@
حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير من ما يعكر صفو الحج ويخالف مقاصده وينافي أهدافه، مؤكداً أن الحج ليس موضعا للخصومات والمنازعات والمجادلات وليس مكانا للتجمهرات والمظاهرات والمسيرات ولا موقعا للشعارات والحزبيات والعصبيات، فالحج أجل وأسمى وأعلى من أن يكون مسرحا للخلافات الحزبية والمذهبية وموطنا للنزاعات الطائفية والسياسية.

وقال البدير، في خطبة الجمعة من المسجد النبوي أمس، إن النسيم الرقيق قد هب بعبق شعائر الحج ومشاعره وعلائمه ومعالمه وفروضه وحرم الله الآمن الذي أوسعه كرامة وبهاء وجمال وعظمة وها هي أفاويج الحجيج تؤم البيت العتيق وتلبي من كل فج عميق وتفد من كل طرف سحيق تغمرهم سيول الأفراح وتغشاهم فيوض الانشراح.


وحث حجاج بيت الله العتيق على تقديس الحرم وتعظيم حرمته ومراعاة مكانته وصون هيبته والالتزام بالأنظمة والتعليمات، محذراً من ما يعكر صفو الحج أو يخالف مقاصده أو ينافي أهدافه.

وأضاف، أن على حجاج بيت الله الحرام تعلم فقه الحج وشروط أجزائه وصفة أدائه قبل أن يلبسوا الإحرام ويقصدوا البيت الحرام، فكم من حاج ركب من الأمر أجسمه وأعظمه حتى بلغ الديار المقدسة ثم شرع في أداء نسكه فإذا هو لا يدرك أحكامه ولا يحسن إتمامه فعاد إلى وطنه، وقد ترك ركناً أو أسقط شرطاً أو أهمل فرضاً أو ارتكب محظوراً أو أتى محذوراً.

وقال إمام وخطيب المسجد النبوي، لحجاج بيت الله الحرام: معاشر الحجاج والعمار والزوار، عقيدة الإسلام جمعتكم، وفريضة الحج نظمتكم، وأواصر الدين وحدتكم فتراحموا وتعاطفوا وتعاونوا، ولا تدافعوا، ولا تزاحموا، ولا تقاتلوا، ارحموا الضعيف، وأرشدوا الضال، وساعدوا العاجز المحتاج، وعليكم بالرفق والتمهل والترسل ولين الجانب والمسامحة وترك المزاحمة واجتنبوا الغلو، وارموا الجمار بالحصى الصغار الذي هو قدر الباقلاء، أو النواة، أو الأنملة، وإياكم ومجاوزة حد الشرع وتأسوا بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في نسككم وأعمال حجكم. وبين الشيخ البدير، فضل يوم عرفة وأنه يومٌ شريف منيف كريم، وعيد لأهل الموقف عظيم، وأنه يومٌ تعتق فيه الرقاب، ويومٌ تسمع فيه الدعوات وتجاب، ويومٌ كثُر فيه خير ربنا وطاب، وما من يومٍ أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء، وأفضل الدعاء بركة وأجزله إثابة وأعجله إجابة دعاء يوم عرفة، فعلي المسلمين الاجتهاد والتضرع والثناء والدعاء فيه، ويستحب صيام يوم عرفه لغير الحاج، وصيامه يكفر السنة الماضية والباقية.