-A +A
عبدالرحمن السيد
ُآبَ الأسَىٰ فِيْ (آب) مِنْ ذِكْرَاه

وَ أَبَىٰ حَنِينُ القَلْبِ أَنْ يَنْعَـاهُ


سَبْعٌ مَضَيْنَ مِنْ انْتِيَاصِ شُمُوسِهِ

سَبْعٌ عِجَافٌ قَدْ حُرِمْنَ عَطَاهُ

وَكَأَنّمَا الْأَفْرَاحُ وَارَاهَا الْثَّرَى

مِنْ قَبْلِ أَنْ يُوْرُونَهُ مَثْوَاهُ

وَكَأَنَّهَا رُوْحٌ قَرِينَةُ رُوحِهِ

أَوْ أَنَّ شَرْطَ حُضُورِهَا مَحْيَاهُ

أَوَ تَحْضُرُ الأَفْرَاحُ فِيْ فِكْرٍ رَبَا

فِيْ حِجْرِهِ وَبِحضْنِهِ وَذُرَاهُ ؟

أَوَ تَحْضُرُ الْأَفْرَاحُ حُلُم هَوَى

وَإِلَىٰ الْعُلُوِّ تَلَقّفَتْهُ يَدَاهُ ؟!

أَوَ تَحْضُرُ الأَفْرَاحُ فِيْ عَيْنٍ وَقَدْ

أَرِقَتْ لَهَاْ وَتَرَقْرَقَتْ عَيْنَاهُ ؟!

أَوَ تَحْضُرُ الْأَفْرَاحُ فِيْ قَلَمٍ بَرَىٰ

شَوْقًا لِدِفْءٍ كَانَ فِيْ يُمْنَاهُ ؟!

سَلْ مَاضِيَ الْأَزْمَانِ يَابْنَ جَزِيْرَتِيْ

عَمَّنْ أَقَضَّ بِعَزْمِهِ مَأْوَاهُ

عَنْ غَازِي المِقدَامِ حِيْنَ بَدَا لَنَاْ

غَازٍ .. يَرُوْمُ لِنَصْرِنَاْ مَغْزَاهُ

كَمْ خَاْضَ فِيْ ثَوْبِ الْشُّمُوْخِ وَقِيْعَةً

مِنْ أَجْلِ مَوْطِنِهِ وَدُوْنَ ثَرَاهُ

كَمْ جَاضَ عِزًا فَوْقَ هَاْمَاتِ الْعِدَا

وَجَنَىٰ السُّمُوَ فَأُخْرِسَتْ أَفْوَاْهُ

كَمْ هَاضَ تَوْقًاْ فِيْ تَوَحُّدِ أُمَّةٍ

حِيْنَ الْشَّتَاْتِ أَقَامَ دُوْنَ مُنَاْهُ

كَمْ عَاضَ عِلْمًا غَيَّبَتْهُ يَدُ الْرَّدَىٰ

وَأَقَامَ حِصْنًا دُوْنَهُ وَجَبَاْهُ

كَمْ بَاْضَ فِيْ دَاْرِ الْمَكِيْدَةِ وَالْهِجَاْ

وَعَفَاْ فَأَخْزَىٰ مَنْ أَرَادَ أَذَاهُ

كَمْ غَاضَ جُهْدٌ غَاْبَ عَنْ لَفَتَاْتِنَاْ

بِالْعَوْنِ كُلَّ عِنَايَةٍ أَوْلَاهُ

كَمْ نَاْضَ حِمْلٌ مِنْ قَوَاْرِعِ دَهْرِهِ

لَمْ تنْءَ مِنْ أَثْقَاْلِهِ مَتْنَاْهُ

كَمْ فَاْضَ حِبْرًا مِنْ زُلَاْلِ مَعِيْنِهِ

بِحَنِيْنِهِ وَبِعِشْقِهِ وَاْسَاْهُ

حَتَّىٰ تَشَّرَّبَتِ الْنُّفُوْسُ فُرَاتَهُ

وَاسْتَنْشَقَتْ نَفَحَاْتِهُ وَشَذَاْهُ

وَقَضَىٰ اْلْإِلٰهُ بِأَنْ يَحُلَّ جِوَارَهُ

فَمَضَىٰ إِلَيْه وَعَيْنُهُ تَرْعَاْهُ

وبَكَاْهُ مَوْطِنُهُ وَمَنْ وَطَنُوْاْ بِهِ

وَدَعَوْاْ لَهُ إِذْ وَدَّعُوْا لُقْيَاْهُ