-A +A
محمد أحمد الحساني
لم تزل الشكوى من سرقة السيارات من الشوارع قائمة، وإن قلّت هذه الأيام بعض الشيء، وتبرز هذه الشكوى في السيارت التي يتركها أصحابها في وضع تشغيل حتى لو نزلوا منها برهة وكانوا يقفون قريباً منها لتنزيل أغراض أو أطفال أو أُسرة، وتكون السرقة أسهل بالنسبة للموديلات القديمة نسبياً حتى لو كانت واقفة بجوار منزل صاحبها أو مجاورة لسوق عام في زقاق خلفي، فيأتي من يفتح بابها ويفلح في تشغيلها بطريقة يعرفها لصوص السيارات ليفاجأ صاحبها عند عودته أن سيارته الآمنة الواقفة الوديعة قد سرقت منه في وضح النهار أو في عتمة الليل، فيبدأ مشواراً عصيباً للإبلاغ عن «الفقيدة» لعله يظفر بها قبل أن تشلح من قبل السراق لتباع على الورش على هيئة قطع غيار بمبالغ تصل إلى أضعاف قيمة السيارة وهي جديدة.

وكنت قد كتبت قبل ما يزيد على عشر سنوات عن تجربة طبقتها دول آسيوية ناهضة ومنها ماليزيا كان لها أثر في القضاء على جرائم سرقة السيارات لسهولة ضبط السيارة المسروقة خلال دقائق دون تدخل الشرطة الرسمية وهذه التجربة تتلخص في تركيب جهاز صغير في مكان ما من السيارة عند تصنيعها، يرتبط بقمر صناعي تابع لشركة متخصصة في مجال تأمين للسيارات ضد السرقة فإذا حاول شخص فتح أي سيارة «عنوة» فإن الجهاز الخفي يرسل إشارة إلى القمر الصناعي الذي يبلغ رجال الشركة ودورياتها المنتشرة في الشوارع عن تعرض السيارة لمحاولة السرقة ويحدد القمر الصناعي مكان وجودها فتتحرك أقرب دورية لإلقاء القبض على السارق أو إنقاذ السيارة من السرقة وإبلاغ الشرطة الرسمية لمتابعة السارق في حالة عدم تمكنها من القبض عليه متلبساً بالجريمة.


وحتى لو سرقت سيارة وهي في وضع تشغيل وأبلغ صاحبها الشركة المسؤولة عن تأمين السيارات فإنهم يستطيعون بواسطة أجهزتهم تحديد موقع السيارة المسروقة في حدود كيلو متر مربع فتحاصر المنطقة المحدودة بعدة دوريات مسنودة بدوريات الشرطة لإلقاء القبض على السارق قبل أن يبتعد بالسيارة ويتوارى عن الأنظار؛ لأن هذه الأنظمة الفعالة الدقيقة لا تسمح له بذلك.

وكان أخونا الدكتور سعيد الحازمي مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي في ماليزيا قد حدثني عن أداء تلك الشركة الماليزية المختصة في مجال تأمين وحماية السيارات من الشركة، وتمنى وتمنيت معه استخدام النظام نفسه في بلادنا لقطع دابر سرقة السيارات ولم تزل الأمنية قائمة!

* كاتب سعودي