-A +A
خالد السليمان
أغرب محاولة قتل زوجة قرأت عنها مؤخرا كانت قيام طيار أمريكي بالتحليق بطائرة صغيرة سرقها من رب عمله ليهوي بها على منزله، لكن الزوجة التي كانت متواجدة في المنزل مع طفليها نجت من محاولة القتل الانتحارية بينما قضى الزوج نحبه تحت حطام الطائرة التي ارتطمت بالواجهة الأمامية للمنزل!

لقد ذهبت حياة الزوج سدى بينما نجت الزوجة بأعجوبة، بينما ستبقى نهاية هذا الزواج البائس مثالا على تعقيدات العلاقات الإنسانية عندما يصل الأمر لجعل الموت حكما فيها!


السؤال الذي طرحته على نفسي ما الذي يدفع زوج لقتل زوجته أو العكس لإنهاء العلاقة الزوجية عوضا عن الفراق بإحسان؟! فالزواج رابط محبة وسكن، فإذا انتفت هاتان الصفتان ما الذي يجبر الزوجين على الاستمرار في علاقة سيئة تجلب لهما البؤس والشقاء وربما الموت كما في حالة صاحبنا؟!

أفهم أن بعض القوانين في بعض الدول تجعل من الطلاق عملية معقدة ومكلفة، وقد يخسر أحد الزوجين نصف ثروته لصالح الطرف الآخر، لذلك يخوض بعض الأزواج معارك قضائية شرسة للتسويات المالية في قضايا الطلاق، وفي شريعتنا يتم اللجوء إلى حكم من أهل الزوج وحكم من أهل الزوجة للإصلاح بينهما، لكن أن يصل الأمر إلى القتل فإن ذلك يعني أن العلاقة الزوجية قد وصلت إلى أدنى مراتبها حتى يصل الأمر إلى تحكيم ملك الموت فيها!

الخلاصة، في أي علاقة إنسانية وليس الزواج وحده، لا معنى لاستمرار هذه العلاقة عندما تحل الكراهية محل المحبة، فكل الطرق في استمرارها تؤدي إلى البؤس والشقاء.. وربما الموت!