-A +A
عبدالله عمر خياط
لا يملك المسلم إلا أن تهتز عواطفه شوقاً إلى البيت الحرام والمشاعر العظام والصلاة في الحرم النبوي بالمدينة المنورة وزيارة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام.

والشوق إلى الديار المقدسة حتى عند أهل مكة المكرمة، ومنهم طاهر زمخشري الذي غنى له طارق عبدالحكيم (رحمهما الله) قصيدة «أهيم بروحي» وقد قال فيها:


أهيم بروحي على الرابيه ** وعند المطاف وفي المــروتينْ

وأهفو إلى ذِكَرٍ غـــــاليه ** لدى البيت والخيف والأخشبين

ويصرخ شوقي بأعمــاقي ** فأُرســل من مقلتي دمــــــعتين

وأُلقــــــــي الرّحال بأفيائه ** وأطبع في أرضــــــــه قبلتين

أما الركب المتوجه من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة فقد كان ينشد:

عسى عسى في كل عام نوقف على باب السلام

ونشاهد البــدر التمــــام شفيعنـــا يوم الزحـام

وأما من خارج المملكة فإن المطربة نجاة الصغيرة غنت تقول:

... يا رايحين أرض الكرامة

سلموا عالمصطفى سيد تهامـــة

روحوا باسم الله وعودوا بالسلامة

ويا هنا اللي صلى يم البيت وطهَّرْ

صفحته واللي رجم وردد في البيت الله أكبر

وانكتب له العفو بعد الندامة

روحوا بسم الله وعودوا بالسلامة

وقبل نجاة الصغيرة غنت أم كلثوم «إلى عرفات الله» من قصائد أمير الشعراء أحمد شوقي، ولكن بعد وفاته. وهو لم يحج، حتى بعد ما عرض عليه خديوي مصر أن يحج معه محمولاً مشمولاً.

ولعل أحد أحفاده أو محبيه وهم بالألوف أن يكونوا قد حجوا عنه وأهدوها له، كما حدث مع ابن حزم (رحمه الله) الذي لم يحج، ولكن هيأ الله له في عصرنا من يحج عنه، فقد حكى الداعية عمرو خالد أنه تجاذب الحديث مع أحد الحجاج فقال الحاج له: إني قد حجيت الفريضة من قبل، وهذه الحجة إنما هي عن الإمام علي بن أحمد بن سعيد بن حزم المتوفى في الأندلس قبل ألف عام.

وفي قصيدة «إلى عرفات الله» قال أحمد شوقي (عفا الله عنه):

لك الدين يارب الحجيج جمعتهم

لبيت طهور الساح والشرفات

أرى الناس أفواجا ومن كل بقعة

إليك انتهوا من غربة وشتات

تساووا فلا الأنساب فيها تفاوت

لديك ولا الأقدار مختلفات

ويا رب هل تغني عن العبد حجة

وفي العمر ما فيه من الهفوات

السطر الأخير:

قال عبد الرحيم البرعي (رحمه الله):

يا راحلين إلى منى بقيادي

هيجتمو يوم الرحيل فؤادي

تالله ما أحلى المبيت على منى

في يوم عيد أبرك الأعياد

* كاتب سعودي