-A +A
نعيم تميم الحكيم ( جدة) @naeemtamimalhac

نظمت إدارة العلاقات العامة والإعلام بالمؤسسة الاهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا واستراليا ورشة عمل عن خطورة ضربات الشمس وطرق الوقاية منها في موسم الحج بالشراكة مع خمس جهات هي الشؤون الصحية والدفاع المدني والهلال الأحمر بجانب إدارة العلاقات العامة في وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع قطاع الشؤون العامة في المؤسسة .

وشمل اللقاء معرض تعريفي بمجهود الإدارات المشاركة وماتوفره من إمكانيات وأدوات وطرق التعامل معها للحفاظ على صحة وسلامة حجاج بيت الله الحرام.

وأشار عضو مجلس الإدارة المشرف على إدارة العلاقات العامة والإعلام المطوف الدكتور سمير بن عبدالرحمن توكل إلى أن الورشة استهدفت رؤساء مكاتب شؤون الحجاج ومنظمي حملات الحج وروساء الشركات السياحية بجانب رؤساء وأعضاء مكاتب الخدمة الميدانية بالمؤسسة .

وتستند الورشة وفق حديثه توكل للدراسة التي أجرتها معهد خادم الحرمين الشريفين قبل 3 أعوام ورصدت زيادة عالية جدا في عدد الإصابات الحرارية لموسم حج 1436 هـ ، بنحو 1737 إصابة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ونسب الرطوبة خلال مواسم الحج الأخيرة بمكة المكرمة وما حولها، وبالتالي فإن الإصابات الحرارية وأمراض الجفاف، تعد من أكثر المشاكل التي تواجه الحاج والمعتمر أثناء تأدية المناسك.

وتوقعت الدراسة ارتفاع الإصابة بضربات الشمس خلال العشر السنوات القادمة، والتي ستأتي في فصول الصيف، يونيو ويوليو وأغسطس وسبتمبر لمواسم الحج، لكون السنة الهجرية تتقدم كل عام عن السنة الميلادية.

بدوره تحدث أخصائي التوعية بالمديرية العامة للدفاع المدني المقدم يحي بن عبدالله القحطاني عن الجانب التوعوي ، حيث وصفه بأنه الجزء الاهم في إبعاد حجاج بيت الله الحرام من المخاطر المتعلقة بضربات الشمس والآثار التي يمكن أن تنتج عنها خلال أيام الحج التي تأتي في زمن الصيف بالمشاعر المقدسة.

وأكد القحطاني على أنه بالتوعية المستمرة للحجاج في بلدانهم قبل وصولهم إلى المملكة العربية السعودية تثمر الجهود الرامية إلى الحد من ضربات الشمس وتقليص أعداد المتعرضين لها، فضلا عن التوعية في مساكن الحجاج قبل بدء موسم الحج، وفي مخيماتهم خلال أيام الحج.

وعرف القحطاني بالجهود التي تبذلها إدارة الدفاع المدني، من خلال التواجد في كافة الأماكن التي تشهد اكتظاظا من الحجاج، كما تستهدف مواقع التدفقات البشرية الهائلة لتقوم بدورها في الإخلاء عند أول إنذار بالخطر، أو أي إصابة لا سمح الله، لتقوم بإيصال الحجاج المصابين لأقرب مركز للهلال الأحمر السعودي، أو أحد مراكز الشؤون الصحية المنتشرة في أروقة المشاعر المقدسة.

ولفت إلى أن للدفاع المدني العديد من أنظمة الإسعافات الأولية التي تقوم بها في موقع الحادث من خلال سيارات إسعافية مجهزة بأجهزة الأوكسجين بالإضافة إلى النقالات وعدد من الأجهزة الطبية المتعلقة بالعلامات الحيوية، قبل أن يسلم الدفاع المدني الحالة للجهات ذات الاختصاص في كافة أرجاء المشاعر.

وتطرق اخصائي الصحة العامة الدكتور عبدالحليم عبد الحق إلى أعراض ضربات الشمس ، حيث أشار إلى أن ضربات الشمس تحدث كثيرًا في الصيف، وكذلك في الأماكن المرتفعة الحرارة، وتكون في بعض الأحيان مفاجئة للمصاب بها، وفي معظم الأحيان يكون السبب هو تعرض الجسم لدرجة حرارة عالية؛ فيفقد الجسم كمية كبيرة من العرق الذي يحتوي على كلوريد الصوديوم (ملح الطعام) استجابة للضغط الحراري.

ويشعر المصاب بضعف عام، وأعراض وعلامات خفيفة في الجملة العصبية المركزية (الصداع، الدوار، الإنهاك، الهيجان)، ونفاد الحجم (العطش، هبوط التوتر القيامي أو المستمر، تسرع القلب، الغثيان، الإحساس بالضيق المعدي المعوي وفقدان الشهية، وعدم القدرة على القيام بأي مجهود عضلي، وربما سقط المريض على الأرض مغشيًّا عليه من كثرة الإعياء، ويكون شاحب اللون وجلده باردًا، ومغطى بطبقة من العرق البارد مع هبوط في ضغط الدم، ويكون النبض في بعض الحالات ضعيفًا وسريعًا، وفي بعضها قويًّا وبطيئًا، معتمدًا على ما فقده الجسم من سوائل، وتكون الحرارة طبيعية، أو أقل من الطبيعي، وتقل كمية البول، وقد تظهر تشنجات.

وفصل نائب رئيس جمعية آيس التطوعية عضو الهلال الأحمر السعودي مهنا محمد سعيد الصبحي طرق التعامل مع ضربات الشمس ، إذ أبان أنه في الحالات الشديدة يحتاج المصاب إلى دخول المستشفى، ويعطى محلول الملح في الوريد، إلى أن يستعيد قواه، ويرتفع ضغط الدم إلى مستواه الطبيعي، ويعود البول إلى حالته الطبيعية، وترتفع حرارة الجسم إلى المستوى الطبيعي.

من جانبه شدد رئيس قطاع الشؤون العامة بالمؤسسة المطوف الدكتور عبدالعزيز سروجي على أهمية اللقاء نظرا لما تمر به المشاعر المقدسة من أجواء صيفية تحتاج إلى وقاية من قبل ضيوف الرحمن بتجنب هذه الضربات، واتباع التعليمات الصادرة من الجهات الصحية المعتبرة.