-A +A
عبدالله عمر خياط
كثير منا يتذكرون كيف كانت الأضاحي تذبح في منى ثم ترمى على الطرقات دون الاستفادة من لحومها، حتى تتعفن وتصبح منطقة منى بأسرها لا يطاق البقاء فيها بسبب تلوث الجو.

ولكن الحكومة السعودية أوجدت حلاً لذلك منذ عام 1403هـ، وذلك في مشروع الإفادة من الهدي والأضاحي. فقد بلغ مجموع ما تمت الإفادة منه في موسم 1438هـ الماضي نحو (927.480) رأسا من الأغنام، وبذلك يبلغ مجموع ما تمت الإفادة منه منذ بداية المشروع نحو (21.149.212) رأسا من الغنم، تم ذبحها في مجازر المشروع، حيث تم توزيعها على فقراء الحرم وجمعيات البر الخيرية داخل المملكة، إضافة إلى التوزيع خارج المملكة على فقراء دول العالم الإسلامي (أكثر من 25 دولة) شحنت براً وبحراً. جاء ذلك في خطاب تلقيته من الأستاذ رحيمي بن أحمد رحيمي المشرف العام على مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي ببنك التنمية الإسلامي بجدة.


وأضاف الأستاذ رحيمي: أما بالنسبة للبقر فقد بلغ مجموع ما تمت الإفادة منها في موسم حج عام 1438هـ الماضي (447) رأسا من البقر، وبذلك يكون مجموع ما تمت الإفادة منه منذ افتتاح مجزرة الجمال والأبقار وهي مجزرة كانت قد أنشأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – عام 1411هـ وحتى موسم حج العام الماضي 1438هـ نحو (161.634) رأسا.

وكان الشيخ عبدالله العلايلي قد رفع عام 1936 مقترحاً إلى المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود وحمله إليه الشيخ بهجت البيطار – رحم الله الجميع– ودعا الشيخ العلايلي إلى إنشاء «برادات ضخمة» تنقل إليها الأضاحي لفورها، وتتصل بها معامل متنوعة للتعليب وأخرى للتجفيف تبريداً، وأخرى لمعالجة الشحوم كيماويا، استخلاصا لأنواع من السمن النقي، وأخرى لاستحصال المواد الغروية وأخرى للنسيج الصوفي، وأخرى لمناخل السكر من مسحوق فحم العظم، وأخرى للتصنيع الجلدي على أنواعه، وأخرى لإحالة اللحم نفسه إلى مسحوق دقيقي إلخ. ويرصد ريعها ومردودها لـ «البائس» والقانع والمعتر«بأشكال من التأمينات دفعاً لشبح العوز والنهوض بمستواهم المعاشي والاجتماعي وتوفير أسباب الكفاية والحماية على أنواعها».

المصدر: كتاب «أين الخطأ» لعبد الله العلايلي – من منشورات دار الجديد لبنان.

واليوم بعد أن تحقق الكثير والكثير في هذا المضمار، لا نملك سوى الحمد لله والشكر للحكومة السعودية التي تبنت هذا المشروع الجليل خدمة للحجاج وللمسلمين الفقراء خصوصاً.

السطر الأخير:

قال الله تعالى بسورة الحج: «فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير».

* كاتب سعودي