-A +A
حمود أبو طالب
عملياً، بدأ تنفيذ العقوبات الأمريكية ضد النظام الإيراني ابتداءً من يوم 7 أغسطس، وسوف ترتفع الى مستوى أعلى في شهر نوفمبر، وأكد الرئيس دونالد ترمب أن الدول التي تخترق المقاطعة وتتعامل مع إيران لن يكون متاحاً لها التعامل مع أمريكا، بمعنى أن الموضوع لم يكن مجرد تهديدات كلامية فحسب، وأن تصريح ترمب باستعداده الجلوس والنقاش مع الجانب الإيراني لم يكن تلميحاً بالتراجع أو تأجيل العقوبات كما ذهب البعض إلى تفسيره، وإنما إعطاء فرصة أخيرة لإيران للتراجع عن تهورها، لكنها لم تستوعبها بعقليتها المتغطرسة فبدأت تحصد نتيجة سياساتها السيئة.

نعرف أن حقل السياسة الدولية مليء باللامعقول، وكثير من الأنظمة السيئة تظل محتفظة بمستويات مختلفة من العلاقات مع غيرها من الدول الكبرى، وجود مثل هذه الدول مطلوب ومفيد أحياناً للقيام بأدوار معينة تخدم مصالح محددة، هذا ليس سرّاً والكل يعرف هذه الحقيقة، لكن المؤكد أنه لا يوجد نظام الآن بمستوى السوء والفوضى والهمجية والعدوانية مثل النظام الذي يطبق على أنفاس إيران منذ 40 عاماً وليس له هدف أو رسالة سوى تصدير الفوضى والجهل والتخلف للآخرين، وأهم الآخرين المستهدفين هي الدول العربية المحيطة بإيران التي عانت طويلاً من دسائسها ومؤامراتها.


ولأن إيران لم تعد تشكل خطراً على محيطها الإقليمي فقط، وإنما امتد تهديدها إلى دائرة أوسع، لا سيما وهي ماضية في تطوير سلاحها النووي الذي لا تحكمه ضوابط، وكذلك تماديها في الصلف لدرجة اعترافها بأنها توجه ميليشياتها لتهديد ممرات الملاحة الحيوية مثلما حدث باستهداف ناقلتي النفط السعوديتين قبل أيام، ولأنها لم تقدم أي بادرة من شأنها إحسان الظن بها، فإنه أصبح ضرورياً تقليم أظافرها؛ لتعرف أننا في عالم مختلف غير الذي ما زالت تعيش فيه وتعتقد أن باستطاعتها فرضه على الآخرين.

الشعب الإيراني المغلوب على أمره والمحروم من موارد وطنه بدأ ينتفض ضد صدأ العمائم التي خنقته، والعالم بدأ يشعر بخطر هذا النظام المتخلف؛ لذلك تبدو نهايته قريبة.