-A +A
حمود أبو طالب
المراقب لمواقف وردود أفعال بعض الدول العربية تجاه إساءة كندا للمملكة ورد الفعل الحازم والحاسم الذي اتخذته بشكل فوري بتجميد العلاقات وطرد السفير واستدعاء سفيرنا لديهم، المراقب لتلك المواقف تصيبه الدهشة وربما يشعر بالخيبة، لأن هناك دولا كأنها لم تسمع ولم تشاهد ما حدث، وأخرى ربما فضلت التقليل من أهميته، أما البعض فقد فضل إعلامه الغمز واللمز بأن المملكة بالغت في رد فعلها وكانت تحتاج إلى التأني، ولكن رغم كل هؤلاء تبقى الصغيرة قطر صاحبة الوجه القبيح السافر الذي طالته أسوأ التشوهات.

أولا المملكة ليست بحاجة إلى موقف داعم من أحد لأنها قادرة على أن تكون في حجم ومستوى أي حدث، لكن الأخوة والصداقة التي يتشدق بها بعض العرب لا نجدها في المفترقات المهمة، يستحثون هذا الجانب عندما تشتد عليهم الظروف وعندما يحتاجون إلى دعم سياسي أو مالي وبعد أن تنقشع السحابة لا نجد منهم حتى الشكر وربما لا ينتظرون طويلا قبل أن يعاودوا إساءاتهم للمملكة.


هؤلاء يتجاهلون أن الأوضاع السيئة التي نراها في بعض الدول العربية كانت بدايتها تدخلات في شؤونها تحت أغطية تبدو غير مشبوهة وبواسطة أشخاص يتم تجنيدهم بشكل خفي وذكي لا يلفتون الأنظار؛ لأنهم مجرد ناشطين مدنيين ومدافعين عن الحقوق والحريات بينما أجهزة المخابرات العالمية تدير لعبة الخراب بواسطتهم. وإذا قيل إن النار من مستصغر الشرر فإن ذلك صحيح جدا، فالذين تساهلوا بالشرر ولم يطفئوه في حينه اندلعت لديهم الحرائق الكبرى التي لم يعودوا قادرين على إطفائها.

نقول شكراً لمن تضامنوا مع موقف المملكة، وللذين جبنوا على التصريح بموقف أخلاقي شجاع نقول بئس القوم أنتم ولن تؤثر مواقفكم المشينة على مكانة وقوة وقدرة المملكة، أما الصغيرة قطر التي صرحت بأن تصريحات أمين عام مجلس التعاون الخليجي بشأن أزمة المملكة مع كندا لا تعبر عن رأيها، فنقول لها: من الذي كان ينتظر موقفا من دويلة باعت عروبتها ودينها وشرفها في سوق النخاسة، إن أي موقف داعم منك لأي قضية في أي دولة يضعها تحت طائلة الشبهات لأنك دويلة مشبوهة، لذلك يزيدنا شرفاً أن موقفنا لا يعبر عن رأيك، أو بالأصح رأي أسيادك.