-A +A
خالد السليمان
لم يفاجئني تنصل الخارجية القطرية من بيان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الذي عبر فيه عن تضامن مجلس التعاون الخليجي مع الموقف السعودي ضد التدخل الكندي في الشؤون الداخلية السعودية، فالسلطة القطرية كانت دائما الصوت النشاز في منظومة مجلس التعاون الخليجية وقبل حتى أن تنشأ الأزمة الحالية أو ما سبقها من أزمات!

حتى عندما كانت قطر تعبر عن تضامنها مع مواقف دول مجلس التعاون في العلن، كانت ترسل الرسائل في الخفاء بأن هذه المواقف لا تمثلها، فقد كانت تمارس سياسة النفاق بامتياز حتى أُسقطت أقنعتها في هذه الأزمة وباتت مجبرة على اللعب على المكشوف، لكن الحقيقة أنه لا قيمة لمواقفها سواء في الخفاء أو العلن، ففي السياسة الدولية لا تأثير للصغار في علاقات وخلافات وصراعات الكبار، وبالتالي تستطيع الخارجية القطرية أن لا تكتفي بالتنصل من التضامن مع السعودية ضد التدخل الكندي في شؤونها الداخلية، بل وأن تعبر حتى عن تضامنها مع الموقف الكندي، فالصراحة راحة والتعبير عن الذات دون نفاق أو خداع قد يمنح السلطة القطرية بعض المصداقية مع النفس!


في واقع الأمر ربما كان الوقوف مع كندا أكثر صدقا وتعبيرا عن السلطة القطرية، فالتدخل في شؤون الغير جزء من عقيدة سياستها الخارجية منذ انقلاب عام 94، وأحد أهم أسباب سوء علاقاتها بجيرانها اليوم وعزلتها في محيطها هو تدخلها المتواصل في شؤون جيرانها وتآمرها على أمنهم الاجتماعي والاقتصادي، ودعم أنشطة الإرهاب التي تستهدفهم!

الخلاصة أن قطر المعزولة ستصطف مع كل عدو للسعودية، لكن الجميل في الأمر أنها ستبقى دائما ظلا صغيرا تحت أضواء مسرح كبير، تدفع الأموال لشراء أدوار البطولة، فتحصل على أدوار الكومبارس!