-A +A
أحمد الشمراني
• رائع أن يكون لك ذائقة ترقى إلى شعر بدر بن عبدالمحسن، فمثل البدر وشعر البدر يحتاج إلى وقت لكي تستوعبه، وإن كان فنان العرب محمد عبده سهل للكثير التعاطي مع هذه المدرسة الشعرية، مع احترامي لكل من غنوا وتغنوا بشعر البدر من فنانين وفنانات، ففنان العرب جسد الحقيقة والخيال بصوت عذب وألحان أكثرها عمقا «صوتك يناديني»، التي ذكرتنا كقيمة شعرية ولحنية بملحمة الأطلال، ومن سار في ركب الأطلال من جُمل لحنية، أنا أقل من أن أقدم لكم المعنى الحقيقي لها عبر نوتة موسيقية، لا أملك من خلالها إلا أن أستحضر محمد عبده وهو يخاطب البدر عبر «تذكر الحلم الصغير»، ويأخذني إلى عالم آخر عندما يقول «جيتي من النسيان»، وهنا أذهب للبدر وأردد في حضرته آه يا تعب المسافر، باحثاً عن رد السلام، متذكراً معه تلك القصيدة التي أحببت بها في قرية شعرها مطر وأغنيتها رعد، لكنها لي كانت الحسناء التي تركض وأتبعها بنظر، فمن يقاسمني شعر البدر كثر من أبناء جيلي الذي علمهم الخيال العذب وعلمتهم معه أن للطريق حجارا يجب أن يعدها العاشق لكي يصل إلى بيت معشوقته، ويا كثر حجار قريتي التي أخذتني جدة قبل أن أعدها ورسا بي شعر البدر على بحرها الذي قال عبره لو أقول الشعر جدة ما كذبت، ثم أخذنا إلى أبحر والمواعيد القديمة وأشياء أخرى معنية بالرسائل والغيم، ومن عمق آهات محمد عبده تكبر أحلامي مع البدر وشعر البدر، وأرسل للماضي رسالة أخرى تصرخ بهمي إلى من يهمها أمري، ثم أعرج من خلالها إلى جيتك أنا بليلة ألم قلبي على كفي، وعندها أردد مع نفسي «كن السنين اللي مضت»، وأعود دونما أشعر إلى ذاك الصوت الذي يناديني تذكر، فعندها أبدأ رحلة أخرى مع إبداع البدر ومحمد عبده، ومن الطبيعي أن أعرج على الرياض وخزامى الرياض وليل الرياض، وأقول «آه ما أرق الرياض تالي الليل»، وما أدراك ما ليل الرياض في ليلة شتاء قارس، التحف من خلاله البدر بمعطف الشعر فنثر ما يمكن أن يقال إعجاز في قالب شعري جعلني كمتذوق لشعره أعرف قصائده من أول كلمة، كون البدر لا يشبهه إلا البدر، كيف لا وهو مهندس الكلمة وأستاذها، كيف لا وهو من حلق بالوطن فوق هام السحب، كيف لا وهو من قال وتركتني لبرد الطريق وانا على بابك !

‏اتذكر انك قلتلي بالله وش جابك ؟


‏ودعتني قبل السلام وهذا ترى كل الكلام الي حصل بينك وبيني، تخيل.