عمالة تبني الحظائر في غياب الجهات الرقابية. (تصوير: محمد الزيادي)
عمالة تبني الحظائر في غياب الجهات الرقابية. (تصوير: محمد الزيادي)




أحد سكان الحوية يروي معاناتهم من السوق لمحرر عكاظ. (تصوير: محمد الزيادي)
أحد سكان الحوية يروي معاناتهم من السوق لمحرر عكاظ. (تصوير: محمد الزيادي)
انتشار حظائر الأغنام بالقرب من المنازل. (تصوير: محمد الزيادي)
انتشار حظائر الأغنام بالقرب من المنازل. (تصوير: محمد الزيادي)
-A +A
بدر القثامي (الطائف) badr_algtami@
يعض محمد السبيعي أصابع الندم لاستئجاره شقة مطلة على سوق الماشية الذي يتوسط ضاحية الحوية (شمال الطائف)، مشيرا إلى أنه لو عاد به الزمن إلى الوراء لما أقدم على هذه الخطوة غير المحسوبة، -كما يصفها- خصوصا أنه أثث شقته بمبلغ باهظ، وحرص على انتقاء الأجود والأثمن منه، لكنه بعد مرور شهر من سكنه، اكتشف أن يعيش في منطقة موبوءة، تعاني من تدني مستوى الإصحاح البيئي، فضلا عن الإزعاج المتواصل الذي يصدره الباعة والمترددون للشراء من السوق، باستيلائهم على المواقف الخاصة بالبناية التي يسكنها، وإرباك حركة السير. وقال السبيعي: «لم أكن أدرك المعاناة التي يعيشها المجاورون لسوق الماشية العشوائي الذي يتوسط الحوية، إلا حينما سكنت قربه»، مبينا أنه ينتظر انتهاء العقد الذي أبرمه مع مالك البناية ليرحل بعيدا عن المنطقة وحلقة الأغنام. ويتفق كثير من المواطنين مع السبيعي حول المعاناة المتفاقمة من سوق الماشية، منهم سعود العصيمي الذي وصف مشكلة «الحلقة» بـ«الأزلية»، موضحا أنهم وصلوا لمرحلة اليأس من تحرك أمانة الطائف لإنقاذهم منه، بنقله بعيدا عن التجمعات السكانية. وقال العصيمي: «يتوسط سوق الماشية أحياء جوهرة الحوية والفهد وابن باين وسلطانة، ويصدر لسكانها الروائح الكريهة والحشرات والفئران، وما يفاقم الوضع أن جثث الأغنام قريبة من المساكن، وتهدد بكارثة بيئية، فضلا عن النفايات التي تنتشر في الموقع»، مشيرا إلى أن المشكلة تتضاعف بهطول الأمطار، وتتزايد الروائح الكريهة وتصبح الحياة في مساكنهم أمرا لا يطاق.

وذكر أنه عند هبوب الرياح تغص منازلهم بالأعلاف، مبينا أن مطالبهم المتكررة لأمانة الطائف بإنقاذهم من سوق الماشية لم تجد نفعا، محذرا من الحرائق التي تندلع باستمرار في الأعلاف وتهدد مساكنهم.


وأشار إلى أن السوق تديره عمالة وافدة لا تكترث بالأخطار التي يحدثونها في الحي، لافتا إلى أنها ترفض الانتقال من الموقع، وتتسبب بإحراج كبير في قلب الحوية.

وشكا عبدالله العالي من تزايد الأمراض التنفسية بين سكان الأحياء المجاورة لسوق الماشية، واصفا الرقابة عليه من الجهات المختصة بـ«الضعيفة»، إذ تنتشر الجثث النافقة والمسالخ العشوائية المحاطة بزنك متهالك تحيط بها الشوارع الترابية من جميع الجهات. وانتقد انتشار العمالة المخالفة التي لا تحمل شهادات صحية في تلك المسالخ، إضافة إلى افتقادها لأي طبيب بيطري أو مختص بالأغنام يوضح للمستهلك إن كانت ذبيحته صالحةه للاستهلاك أم لا.

وأفاد أن أمانة الطائف قدمت لهم كثيرا من الوعود طيلة هذه السنين بنقل السوق بعيدا عن مساكنهم، إلا أن تلك الوعود لم تكن سوى سراب، مبينا أن سوق الماشية سلب حي الحوية كثيرا من قيمته العقارية.

الأمانة: اخترنا موقعا مناسبا وبقيت شهادة «حماية البيئة»

أكد المتحدث باسم أمانة الطائف إسماعيل إبراهيم لـ«عكاظ» أن الأمانة حريصة على سرعة إنجاز نقل السوق، واختارت مواقع عدة، إلا أن التجار فيه رفضوا الانتقال إليها بحجج مختلفة.

وأعلن أن اللجنة المختصة اختارت أخيرا موقعا مناسبا جديدا، بعيدا عن النطاق السكاني، لافتا إلى أنه يجري الحصول على شهادة الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة لمناسبة الموقع، تمهيدا للانتقال إليه.