-A +A
خالد السليمان
وفقا لمواقع إخبارية تركية دعا الرئيس التركي المواطنين الأتراك لإظهار تماسكهم الوطني أمام العالم بتحويل مقتنياتهم من الذهب والعملات الأجنبية إلى الليرة التركية لدعم العملة الوطنية، طبعا لا شيء يضمن أن تنتهي هذه المقتنيات إلى سراب مع استمرار انهيار قيمة العملة الورقية، والشاهد هنا هو هل من واجب المواطن أن يتخلى عن مدخراته المضمونة التي تشكل شبه أمان معيشته الشخصية لصالح الحكومة باسم المواطنة ؟!

في الحقيقة لا، فالمواطن في أي بلد ليس مسؤولا عن فشل السياسات المالية للحكومات، ولا عن إنقاذها من تداعيات قرارات وسياسات لم يكن له دور فيها أو استشارة، وبالتالي فإن مثل هذه الدعوات باسم الوطنية تعد من التجديف السياسي والابتزاز العاطفي الذي اعتاد عليه الساسة في بعض بلدان العالم الثالث !


في مثل هذه البلدان اعتادت الأنظمة السياسية على اعتبار المواطنة مسؤولية باتجاه واحد، واعتادت على بيع الشعارات الوطنية المجانية لشعوبها، فالمواطن مسؤول عن إثبات وطنيته بدعم النظام السياسي دون تمييز بين الوطن والحكومة وتسديد جميع فواتيره السياسية والاقتصادية، والواقع أن المواطنة علاقة باتجاهين، علاقة أخذ وعطاء، والنظام السياسي أو الحكومة ليسا الوطن، لكن بعض الساسة في هذه الدول يسعون لتكريس عقدة الذنب الوطني عند المواطن ليشعر بأنه مسؤول عن إنجاح عمل الحكومة وتحمل تداعيات فشلها كما يفعل بعض الأبناء الفاشلين مع آبائهم، فيكونون عالة عليهم في الصغر والكبر !

ليس من حق النظام السياسي أن يطالب المواطن بتحمل نتائج إخفاقاته وفشل سياساته، خاصة عندما يكون هذا المواطن على الهامش، مهمته الوحيدة التسبيح بحمد السياسي وشكر نعمه حتى عندما تكون نقما على حياته !