-A +A
هاني الظاهري
الأخبار الجميلة تتوالى في السعودية الجديدة، إنجازات هنا وهناك بشكل سريع تصعب ملاحقته تحولت معها البلاد إلى ورشة عمل وبناء ضخمة تمتد على مساحة 2,150,000م²، ولعل من أجمل الأخبار هذه الأيام خبر تزين صفحات موسوعة جينيس للأرقام القياسية بـ«هاكاثون الحج» كأكبر هاكاثون في العالم، وهو الحدث العالمي الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز في مدينة جدة قبل أيام قليلة، إذ يؤكد ذلك عزم السعوديين وقدرتهم على أن يكونوا صناع التقنية الحديثة في المنطقة وأن تكون بلادهم مركز الابتكار والإبداع في البرمجة وصناعة التطبيقات التي تجعل حياة الناس أسهل في كل بقاع هذا العالم.

الأجمل أن هذا الحدث الدولي الضخم يأتي في الأساس لخدمة حجاج بيت الله الحرام القادمين من شتى بقاع الأرض، ليثبت للعالم أجمع أن السعودية وإن كانت تبني المستقبل بيد فإنها ماضية في التزامها التاريخي والديني باليد الأخرى عبر خدمة ضيوف الرحمن وتسهيل عملية أدائهم للفريضة وتذليل أي مصاعب قد تواجههم في سبيل ذلك، هي معادلة صعبة لا تجيدها إلا هذه المملكة المباركة، وشرف عظيم خصها الله به من بين كل دول العالم.


شارك في هاكاثون الحج عدد كبير من المبرمجين القادمين من مختلف الدول، وضمت لجنة التحكيم الخاصة به عددا من أبرز الأسماء عالميا وإقليميا ومحليا في مجال التقنية، برئاسة ستيف وزنياك الشريك المؤسس في عملاق التكنولوجيا الأمريكية (شركة أبل)، لكن الأجمل من هذا كله أن الفريق الفائز بالجائزة الأولى في الهاكاثون والتي تبلغ مليون ريال سعودي، لم يكن سوى فريق سعودي مكون من مجموعة من بنات الوطن المبدعات اللواتي قدمن مشروع تطبيق إلكتروني مميز لخدمة الحجاج في مجال ترجمة اللوحات الإرشادية بأي لغة، تحت مسمى (ترجمان).

يحق لنا أن نفخر بالمنظمين والفائزين في هذا الحدث العالمي، ويحق لنا أن نقول للعالم بكل اعتزاز هذا نحن وهذه بعض إمكاناتنا وهؤلاء هم مبدعونا، في الوقت الذي يغرق فيه أعداء السعودية في مشاكلهم الداخلية ويواجهون الفوضى وانهيار الاقتصاد والأمن، لأن الدول التي تبني للمستقبل وتهتم بمواهب أبنائها وتقدم الخير للعالم، ليست كالدول التي تعيش على الماضي والخرافات والشعارات السوداء وتصدير الإرهاب والفكر الظلامي.

إن الإنجازات العالمية التي يحققها السعوديون اليوم، وسيحققونها غداً وبعد غد ليست سوى نتاج طبيعي لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، ورؤية ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وليس أدل على ذلك من كون الاتحاد السعودي للأمن السيبراني الذي نظم الحدث المحتفى به يعمل تحت رئاسة معالي المستشار في الديوان الملكي الأستاذ سعود القحطاني، الرجل الذي بات اسمه أيقونة إعلامية تزرع الرعب في قلوب خصوم السعودية وتبث الأمل والطموح في نفوس شباب الوطن ومبدعيه.

* كاتب سعودي