-A +A
عبدالله عمر خياط
أديب العربية الكبير الجاحظ قتلته الكتب، فقد كان في مكتبته حين سقط عليه كوم من الكتب وكسر عظامه ولقي حتفه رحمه الله.

فلا يغرك الورق على اختلاف درجاته مهما كان خفيف الحمل، لأنه إذا صار كتاباً من مائتي صفحة مثلاً تجده قد ازداد وزنه وصار أثقل مما تتصور.


وعندي حاليا كتاب من جزأين كل جزء 400 صفحة تقريباً، وهو ثقيل الوزن حقاً، ولا أعلم لماذا اختار مؤلفه هذا النوع من الورق الصقيل والسميك، وينسجم الكتاب في وزنه مع القيمة الاعتبارية له، فهو بعنوان «الحياة العلمية في أفريقيا – المغرب الأدنى منذ إتمام الفتح وحتى منتصف القرن الخامس الهجري (450/‏90هـ)» للدكتور يوسف بن أحمد حوالة.

ويقصد المؤلف بأفريقية المغرب الأدنى في العصر الإسلامي وهذا المصطلح «يشمل البلاد التونسية كلها، وولاية طرابلس شرقاً، وغرباً حتى بجاية في ولاية قسطنطينة بالجزائر».

ويلقي المؤلف مزيداً من الضوء على مصطلح المغرب فيقول: أما لفظ المغرب: فإنه قد ظهر منذ عهد معاوية بن أبي سفيان عندما ولى مسلمة بن مخلد الأنصاري ولاية مصر والمغرب كله، ثم عندما ولي يزيد بن معاوية عقبة بن نافع ثانية أفريقية والمغرب كله، ثم أخذ لفظ المغرب يشيع في عهد الدولة الأموية في العهد المرواني، فنرى بعض المؤرخين ينسب إلى الخليفة الوليد بن عبدالملك تولية موسى بن نصير أفريقية والمغرب واتضح معناه بصورة أكثر تفصيلاً عندما ولى الخليفة سليمان بن عبدالملك، محمد بن يزيد مولى قريش أفريقية والمغرب، فلقد قال له ما نصه: «قم فيما وليتك بالحق والعدل، وقد وليتك أفريقية والمغرب كله».

ثم يضيف إلى ذلك قوله: «وأيا كان الأمر فإن مدلول لفظ المغرب إنما يعنى الآن: المغرب العربي الأفريقي بتنظيماته السياسية المعروفة اليوم، وهي الجماهيرية الليبية، الجمهورية التونسية، الجمهورية الجزائرية، المملكة المغربية. ثم جمهورية مورتانيا، التي كانت ضمن المغرب الأقصى. هذا ويطلق على المغرب العربي أحيانا: شمال أفريقيا، لوقوعه شمال القارة الأفريقية».

والكتاب هو أطروحة قام بها المؤلف لنيل الدكتوراه في التاريخ، وقد تخصص في الحياة العلمية في المغرب، حسب التعريف الوارد أعلاه. ولا شك أن هذا الكتاب إضافة هامة لتاريخ هذه الأصقاع من البلاد العربية المغاربية. وشكراً للدكتور يوسف حوالة على إهدائه القيم.

السطر الأخير:

وما شرب العشاق إلا بقيتي

ولا وردوا في الحب إلا على وِرْدي

* كاتب سعودي