-A +A
مها الشهري
أحد أهم أساليب المقاومة التي تؤثر في قبول الشيء أو رفضه هو الهجوم الحركي وغير المبرر والاجتهاد بطريقة إخضاع الأمر لميزان الحلال والحرام بوصف شكلي، بينما نجد أن لبه ومرجعيته هي خروجه عن العادات والتقاليد السائدة أو وجهة النظر الفكرية العامة، وفي بعض الأحيان يكون الحكم لتحريمه ورفضه بالتالي دون ثبوت نص شرعي، مما يضطر المعتدلين في إثبات العكس من ذلك لترسيخ سماحة الدين وإظهاره بالصورة التي تقرب الناس إليه ليست تلك التي تنفرهم منه.

الخضوع للآراء المتطرفة التي تتحكم في سلوك البعض من الناس، هي نتيجة للوعيد وعلى نقيضه الاستعطاف الذي يطغى على العاطفة حين يمليه المتطرفون في خطاباتهم، فلا يكتشف الناس أن التعصب والدفاع المستميت عن الرأي والعادات هو المتحكم الوحيد في تلك الآراء، بينما تفسر مخالفتهم لها لمجرد التعود عليها طغيان حالة من الضلال والعمى تجعلهم عاجزين عن وزن أمورهم في الحياة.


قد يكون الرفض كممارسة اجتماعية جزءا لا يتجزأ من سلوك المجتمعات، لكنه إذا تخطى حدود الفرد في الأمور الخيارية التي لا تضر ولا تفرض عليه فسيصبح ما يفعله أذية للغير، وقد يتسبب في خلق حالات من العزلة الاجتماعية لدى البعض، أو حالات من التمرد لدى البعض الآخر، وبالتالي تزايد المشكلات والأمراض الاجتماعية.

إن ثقافة العيب مسألة نسبية والتحكم فيها مرتبط بمدى انغلاق ثقافة المجتمع أو انفتاحها، وهناك الكثير من المؤشرات التي تدل على أنها أيضا مسألة غير ثابتة وإنما متغيرة تخضع الأمور فيها للتعود والتقليد ومن ثم التقبل والرضا.