-A +A
ماجد قاروب
كنت أتمنى ولا أتوقع أن تكون مدينتي عروس البحر منذ أكثر من 1400 وذات التراث الإسلامي الأصيل منذ الخلافة الإسلامية وإعلان الخليفة عثمان بن عفان، أنها ميناء الحجاج والمعتمرين فاستقبلت المسلمين من العالم، كما حمل ذلك من عادات وتقاليد توطنت ونمت وانعكست على العمارة والتخطيط ونمط الحياة الاجتماعية عبر العصور والأزمنة بجدة.

فخدمة المقدسات بمكة والمدينة عبر التاريخ الإسلامي الطويل كلها تمر وتستوطن جدة والحجاز، ولذلك هي دائما «غير»، ومع برنامج جودة الحياة وما طرحه من طموحات وجدت أن جدة على غير ما تمنيت لن تتمكن من تحقيق ذلك، وحتى المشروع العملاق وسط جدة فإنه بالرغم من فخامته لم يكن ليغير من واقع المدينة الحالي اقتصاديا وخدميا واجتماعيا، ولكن مع صدور الأمر الملكي الكريم بتعيين الأستاذ صالح بن علي التركي أمينا لمحافظة جدة شعرت بالسعادة البالغة تجاه جدة والوطن، فالاختيار كان لرجل أعمال حقيقي ناجح بشهادة المجتمع الاقتصادي محليا وخليجيا وعالميا، في هذا الموقع الهام والحساس لأي مدينة خاصة إذا كانت بمكانة وحجم وأهمية جدة، رجل غني عن التعريف واقعه وممارسته تعبر عن رؤيته في احترام وسيادة القانون والنزاهة والشفافية وإعطاء الحقوق وشغفه بالسعودة والتوطين والتدريب ودفع وتطوير المجتمع والإنسان لأعلى درجات العطاء يظهر ذلك في العديد من المحطات أهمها شركاته متعددة الأنشطة التي يسجل لها النجاح، ولكن الأهم لنا في هذه المرحلة نشاطه في جمعية البر وكل الجمعيات الخيرية التي أدارها ودعمها، فكانت الأبرز والأميز ليس في الأموال والتبرعات بصورة كبيرة بل بطريقة صرفها بشفافية وإنجاز تحولت معه عشرات الأسر إلى عوائل منتجة.


وتلك هي سياسته في مركز نسما للتدريب وأعماله في المسؤولية الاجتماعية. إن الرجل الذي أحدث الحراك الأكبر والأهم والأبرز في مجتمع الأعمال في مدينة جدة عندما تولى رئاسة غرفتها وبيت تجارها وما أحدثه من تحويل الإدارة من الرئاسة الشرفية إلى التنفيذية CEO وتحويل جميع لجان الغرفة للانتخابات عوضا عن تقليدية الترشيحات كلها أثمرت عن حراك غير مسبوق لغرفة جدة ومجلس الغرف أيضا.

ورجل بهذه الخبرة وبحب العطاء والإيمان بفرق العمل والتخصصات وبعلاقات الاحترام والمعرفة مع الإمارة وسمو أمير المنطقة وسمو نائبه، وكذلك مع عاشق جدة محافظها المحبوب الأمير مشعل بن ماجد، ولمعرفته جدة من رجال أعمال إلى المستفيدين من الجمعيات الخيرية الملم بحكم أعماله وسابق خبراته بكل مشاكل جدة الإدارية والاقتصادية والاجتماعية سيمكن جدة من الفوز في سباق الامتياز نحو أفضل المدن التي تتمتع برفاهية جودة الحياة.

شكرا خادم الحرمين الشريفين، شكرا سمو ولي العهد، صالح التركي هدية جميلة لجدة والاقتصاد والوطن، تعيين واختيار يتفق مع معايير الحوكمة ورؤية 2030.

* كاتب سعودي